مواجهة الخوف، فيصيرك، كنار آكلة تلتهم بها كل المواقف اليابسة والمائتة، وتحول يباس القلب والعقل والإرادة إلى ربيع روحي ممتلىء بالنعم والعطايا. 
فلا تتردد في الشهادة للمسيح ولا تقبل أن يؤجل الدفاع عن الحق إلى الغد، فهذا إنكار للحياة وللحب وللحرية، ومن أنكر محبة الحقيقة خسر نفسه، ومن بذل نفسه في سبيل المحبة "حفظها لحياة أبدية"(آية 25). فأنت ما أتيت إلى العالم إلا من أجل تلك الساعة (آية 27) ساعة إعلان المحبة في الحقيقة وهذه الساعة تبدأ بحمل نير الحب والموت في سبيله. الشهادة والتضحية والحب أيقونة حياة متكاملة. فالخوف ليس الكلمة الأخيرة من فصول التاريخ بل قدرة الحب المنتصر على كافة أشكال الخوف... 
وبقدر ما تتذكر هذه الحقيقة وتحيا بها، بالقدر عينه ستحلّق كالنسر في فضاء الشهادة للمحبة حتى النفس الأخير. 
فيا رب حررنا من الخوف والقلق والحسابات الضيقة، علمنا كيف نحيا بقدرة المحبة في الحقيقة. آمين.

-

تحية البابا فرنسيس إلى الناطقين باللغة العربية في ختام المقابلة العامة

أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربيّة، وخاصّةً بالقادمينَ منالشّرق الأوسط. أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاءُ، خلالَ زيارتي الرسوليّةِ إلى سريلانكا والفيليبّين ذهبَ فكري إليكُم أيضاً وإلى كلِّ المسيحيّين المضطهدين في العالم. أودُّ أنْ أُؤكّدُ لكُم من جديدٍ عن قُربي الأبويّ وأستدعي عليكُم البركةَ الإلهيّةَ.

البابا فرنسيس يتحدث عن زيارته الرسولية إلى سريلانكا والفيليبين

أجرى البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء كالمعتاد مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان. وتحدث البابا كما جرت العادة في أعقاب كل رحلة بابوية عن الزيارة الرسولية وأهم المحطات التي تخللتها. وقال: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،  صباح الخير. أريد اليوم أن أتوقف عند زيارتي الرسوليّة إلى سريلانكا والفيليبين التي قمت بها الأسبوع الماضي. بعد زيارتي إلى كوريا لأشهر خلت، عدت بسرور إلى آسيا، قارة غنيّة بالتقاليد الثقافية والروحيّة. شكّلت الزيارة خصوصًا لقاء فرِحا مع الجماعات الكنسية في هذين البلدين اللذين يقدمان شهادة للمسيح، وهدفت إلى تثبيت الكاثوليك في الإيمان والرسالة، سأحتفظ دائما في قلبي بذكرى الاستقبال الحار من قبل الحشود الغفيرة الذي رافق أبرز محطات هذه الزيارة. كما شجعت الحوار بين الأديان في خدمة السلام بالإضافة إلى مسيرة تلك الشعوب نحو الوحدة والتنمية الاجتماعية، لاسيما مع الدور الريادي للعائلات والشبان.