وبعد الإنجيل المقدس القى درويش عظة توجه فيها بالتهنئة للجميع وشرح معاني وابعاد عيد الظهور الإلهي ومما قال :” اليوم اكتمل العيد بحضوركم، بوجود الجميع وبنوع خاص الشباب والصبايا من كافة قرى البقاع الغربي، اليوم اكتملت العائلة. اشكر الرب على لقائنا في هذا العيد المبارك، اشكر رهبان الدير، الأب الرئيس والرهبان الذين جمعونا وشرعوا ابواب الدير امام الجميع. عندما كان يسوع المسيح يعتمد سمع الناس من حوله صوتاً من السماء ” هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت “، هذه الكلمة ليست موجهة فقط للناس الذين كانوا في ذلك الوقت منذ اكثر من الفي عام، لكن هي موجهة لنا ايضاً. نحن بايماننا وفي قلبنا نسمع نفس الكلام ” هذا هو ابني الحبيب ” ، هذا الكلام لا يقال فقط ليسوع المسيح ولكن اليوم الروح القدس يردده لكل واحد منا . اجمل شيء في المسيحية وفي هذا العيد، اننا عرفنا اننا ابناء الله، نستطيع ان نردد كلمة أبانا بكل فخر وبكل اعتزاز، وهذه نعمة كبيرة اعطانا اياها الرب، عبر هذا الصوت انكشف لكل البشر شيئاً لم يكن موجوداً من قبل، انكشف ان الله يحبنا في المسيح لذلك دعانا لأن نحب بعضنا البعض”
وأضاف ” هنا يطرح السؤال : هل ظهور الرب في نهر الأردن انتهى ؟؟ بالطبع لا، ما زال يسوع المسيح يظهر لنا في اعمالنا، يوحنا المعمدان عمّد بالماء وقال للناس انا اعمدكم بالماء اما الذي يأتي بعدي اي يسوع فسيعمدكم بالروح القدس. واليوم بعض المسيحيين ما زالوا واقفين على ضفاف نهر الأردن، لديهم عادات قديمة جداً وثنية ويهودية، والمسيحية تتخطى هذه العادات الخارجية. اليوم لدينا امراض كثيرة في كنيستنا وفي مجتمعنا، هناك شهوة المستقبل وشهوة العرافة، الكثيرون يريدون معرفة المستقبل فيلجأون الى العرافين، الكثير من الشباب والصبايا يريدون حل مشاكلهم عن طريق العرافة، شهوة العرافة تشكل اكبر خطر على شبيبتنا اليوم، اكبر خطر على مسيحيتنا، شهوة الجسد، شهوة السلطة، شهوة القوة، شهوة السلاح، كلها شهوات وعادات وثنية تجعلنا نقف على ضفاف الأردن وتمنعنا من معرفة يسوع”
وتابع درويش ” عندما قبلنا سر المعمودية اصبحنا مسؤولين عن مشروع الله. الله لديه مشروع في هذا العالم أن يجعل الناس تحب بعضها بعضاً ، اصبحنا جميعاً مسؤولين عن هذا المشروع ولا يمكننا التهرب منه، والتزامنا بهذا المشروع يرتب علينا واجبات كثيرة ، اولها معرفة الإنجيل بشكل جيد واتباع تعاليمه وعيشه في حياتنا اليومية، هذه واجباتي كمسيحي ابشر بملكوت الرب، واليوم هو مناسبة لنجدد التزامنا بهذا المشروع”
واردف قائلاً ” لا تستخفوا ببركة المياه، المياه عندما تتقدس وعندما يحل الروح القدس عليها تطرد الشياطين والشر من نفوسنا ومن بيوتنا. خلال السنة الكثير من الخطايا تدخل الى بيوتنا من شتائم وزعل وحزن كلها شرور، يسوع المسيح هو وحده يطهرها والكنيسة وضعت هذا العيد وبركة المياه لكي ترش بيوتنا ويخرج الشر منها وتتقدس. اشربوا من المياه المقدسة لكي يطهرنا الرب من الداخل، والمياه وحدها لا تكفي بل يجب ان تترافق مع ارادة داخلية لكي نعيش بالنور”
وختم درويش عظته مشدداً على انه في ليلة عيد الظهور الإلهي تستجاب كل الطلبات ” ولكن يجب ان نطلب بتواضع وبخشوع وان نطلب حسب ارادة الرب، فالرب يعرف مصلحتنا اكثر منا. نطلب اليوم من الرب ان يعطينا السلام في لبنان والمنطقة المجاورة لأنه هو رب السلام، نطلب من الرب ان ينير عقول المسؤولين في هذا البلد لكي يديروا الأمور بحكمة، نصلي لكنيستنا ورعيتنا لكي يكون الرب حاضراً فيها، نصلي من اجل عائلاتنا لكي يتخطى الأهل كل الصعوبات من اجل اولادهم ومن اجل ان تبقى عائلاتنا موحدة ومقدسة وبعيدة عن الشر، نصلي من اجل الشباب والصبايا ليكونوا سنداً كبيراً للكنيسة وليلاقوا المسيح في حياتهم وليعرفوا درب المسيح الحقيقية”
وفي نهاية القداس جرت رتبة تقديس المياه وبارك فيها المطران درويش المؤمنين.
وبعد القداس انتقل الجميع الى صالون الدير حيث تبادلوا التهنئة بالعيد، وتناولوا المأكولات التقليدية التي اعدتها الشبيبة خصيصاً للمناسبة.