١- فلنبدأ اولا بطرح السؤال التالي، هل بإستطاعة المراهق أو المراهقة فهم حقيقة معنى الإختلاف بين الصداقة والحب؟
هناك من المراهقين يظن بأن الحب أو الغرام مسألة وجودية وحاجة ضرورية وملحّة، فإذا لم يشعر بالغرام تقوم الدنيا وتخرُب. فمن هذا المنطلق التربوي- النفسي، على المربين توعية المراهقين في كيفية التعلّم والتصرّف الصحيح في فهم مشاعرهم المتقلّبة، انطلاقا من الصداقة، وذلك ضمن الأطر التربوية والموضوعية وبحسب تعليم الكنيسة الأخلاقي حول مسألة الحب.
٢- ما معنى أن يكون لدي صديق/ صديقة:
الأجوبة عديدة، نختصرها بجواب واحد، الصديق هو من يريد الخير لصديقه/ صديقته، ويتشاركان معاً في هذا الخير الرائع، حيث بواسطته تُعاش الأخوة بشكل بسيط. لا تفترض الصداقة إلا الصداقة. فالصداقات الحميمة، بين جنسين مختلفين. ( شاب وشابة) هي علاقة دقيقة وحساسة، وأحيانا تؤدي الى مخاطر جمة وكثيرة، لا بل إلى أزمات نفسية وجسدية خطيرة لاسيما على الفتاة. من هنا على الأهل ان ينبهوا أولادهم ولاسيما الفتيات القاصرات عدم المكوث منفردات مع الشبان، تجنبا من الوقوع في علاقات جنسيّة مبكرة (لا ننسى المراهقة ثورة هورمونية بإمتياز) ان يبقين ضمن المجموعة.
٣- الصداقة واحترام الاخر
إن الصداقات التي تتكون بين المراهقين ( الشبان والشبان) مهمة للغاية، لانها تسهم وتساعد في التربية على احترام الاخر المختلف [جنسياً] وفي في الوقت عينه تربي في واحد إحترام تقبّل الآراء والأفكار ووجهات النظر المختلفة.
إنها المرحلة التمهيدية لعيش ثقافة الديموقراطية فيما بعد داخل الثنائي المختلف.
٤- مخاطر الصداقات
فكما الصداقات تؤسس الى بناء علاقات متينة بين المراهقين انفسهم، بإمكانها أيضاً أن تفسد وتقود الى مهالك كثيرة وخطيرة. ونقصد هنا العشرة المفسدة أو الزمرة أو العصابة أو الشلّة. غير أن هناك من المراهقين يصرّحون عن رغبتهم بالقيام بصداقات أو ليس لديهم صديق أو صديقة، فلهؤلاء نقول لا تخافوا، المهم أن تبحثوا لا على أشخاص حقيقيين وحسب، بل على اشخاص يتمتعون بمزايا حميدة، وأخلاق سليمة وعشرة صالحة…
٥- مقياس حبي للأصدقاء
يكمن في المشاركة معهم باستمرار في ثقافة الخير، الذي يتضمن: الحق؛ والإخلاص؛ والثقة؛ والدعم؛ والأخوّة؛وعدم المساومة على القيم؛ والسعي الدائم في خلاص الصديق من المخاطر التي يمكن ان تشكل خطرا علر حياته (المخدرات). وإذا كان أحد أصدقائي قد وقع في ورطة ما، عليّ التوجه فوراً إلى ذوي اﻹختصاص [الكاهن المربي، الطبيب…] لاني لست بإنسان خارق يصنع المعجزات، فكثير من المراهقات وقعن ضحايا وهم فكرة “أنا مخلّص”.
فمن يريد أن يختار له صديقا أو صديقة، عليه أن يتعلّم في بادىء الأمر فهم معنى الصداقة والأسس التي عليها يختار بها الأصدقاء. فالصداقة الناجحة طريق مؤدي إلى حياة سليمة ومستقرّة وناجحة.