في الإطار عينه كانت مجلة The Economist قد اتهمت البابا فرنسيس بأنه من أتباع فلاديمير لينين بعد أن وصفاه راش ليمبوغ وغلين بيك بالماركسي. وأشارت المجلة إلى وجود رابط بين الرأسمالية والحرب وبأنه يبدو متخذًا خط راديكالي متطرف وأشارت بأنه يدعو إلى “وثنية المال” تارةً ويدافع عن الأطفال الجياع تارةً أخرى. وكان قد اتهمه ليمبوغ في العام الفائت بأنه ماركسيًا وانتقد إرشاده الرسولي “فرح الإنجيل” حيث يقول البابا فرنسيس فيه بإنه من المستحيل أن نتغلّب على الفقر في العالم من دون معالجة الأسباب الهيكلية لعدم المساواة وللمضاربات المالية.
في السياق عينه، وبحسب ما جاء في موقع صحيفة سيسيليا قال البابا أنه ولو راجع أحدنا عظات آباء الكنيسة الأولين لما ناقشه اليوم أي شخص في مواضيع عظاته. مع العلم أنّ البابا فرنسيس التزم بأكثر من مرّة مساعدة الفقراء والمحرومين وعبّر عن رغبته بأن يحظى الجميع بعمل لائق وهذا ضروري لاحترام كرامة الإنسان. وكان قد أشار في وقت سابق: “إنّ الفكر الماركسي خاطىء إنما قابلت العديد من الماركسيين في حياتي وهم أشخاص طيبين لذا لم أشعر بالإهانة”.
كذلك أضاف الموقع عينه أن البابا شدد أنه لا يجب علينا أن ننتظر اكثر كي نعالج الأسباب الهيكلية للفقر لنشفي مجتمعنا من المرض الذي يمكن أن يؤذيه ويودي به الى أزمات جديدة. الى جانب ذلك أشار البابا الى أن العولمة ساعدت الكثيرين على التخلص من الفقر ولكنها لم تفعل الكثير بخصوص موضوع الجوع الذي يهدد حياة الكثيرين. هذا ما يحصل عندما يصبح المال هو موضوع الاهتمام ويترك الإنسان خارجًا فيصبح كأداة للنظام الاجتماعي الذي يتخلله عدم التوازن.
أخيرًا، لا عجب في أنّ البابا فرنسيس خصص في إرشاده الرسولي “فرح الإنجيل” قسمًا كبيرًا للتحدّث عن “صنميّة المال الجديدة” حيث “تنسينا الأزمة المالية التي نمرّ بها أنّ مصدرها هو أزمة أنتروبولوجية عميقة: نكران أولوية الكائن البشري” ويتابع البابا ليقول: “فيما أرباح عدد صغير من الناس تتزايد تصاعديًا وغُفلاً، فأرباح الأكثرية تتركّز بطريقة تتباعد أكثر فأكثر عن رفاهية تلك الأقليّة السعيدة”.