تطرق البابا فرنسيس في خطابه السنوي المعتاد لدى استقبال أعضاء السلك الدبلوماسي إلى مختلف الأوضاع الاجتماعية والسياسية العالمية، وتوقف بشكل خاص على الأوضاع في الشرق الأوسط فقال في هذا الصدد: “يتوجه فكري بشكل خاص إلى الشرق الأوسط، انطلاقًا من أرض يسوع الحبيبة، التي فرحتُ بزيارتها في أيار مايو الماضي والتي لن نتعب أبدًا من ابتهال السلام من أجلها”.
وذكر بالصلاة من أجل السلام بين فلسطين وإسرائيل في لقاء الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، والرئيس الفلسطينيّ محمود عباس. وذكر في هذا الإطار بأهمية “حل الدولتين”.
ثم انتقل إلى الحديث عن موجة العنف القاتل التي تجتاح الشرق الاوسط “بسبب انتشار الإرهاب ذات الصبغة المتطرّفة في سوريا والعراق”.
واعترف أن هذه الظاهرة هي “نتيجة الاقصاء المُطبّقة على الله”. شارحًا بأن “التطرف الديني، في الواقع، وقبل أن يقصي الكائنات البشريّة مرتكبًا مجازر فظيعة، يرفض الله نفسه، ويجعله يقتصر على ذريعة إيديولوجية صرفة”.
وتابع القول: “إزاء هذه العدوانيّة الظالمة التي تطال أيضًا المسيحيين ومجموعات عرقيّة ودينيّة أخرى في المنطقة، من الأهمية بمكان إيجاد جواب إجماعيّ، يوقف، في إطار القانون الدوليّ، انتشار العنف ويحل الوفاق ويداوي الجراح العميقة التي سببها تتابع النزاعات”.
لذا وجه الأب الأقدس نداء للجماعة الدولية بأسرها لكي تأخذ على عاتقها “مبادرات ملموسة من أجل السلام وللدفاع عن الذين يتألمون من تبعات الحرب والاضطهاد ويُجبرون على ترك منازلهم وبلادهم”.
وذكر في هذا الصدد بالرسالة التي وجهها قبل عيد الميلاد بقليل وقد أراد فيها أن يعبّر عن قربه الشخصي وعن صلاته لكل الجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط والتي تقدم شهادة إيمان وشجاعة ثمينة، وتقوم بدور أساسي في صنع السلام ومصالحة ونمو في المجتمعات المدنيّة التي تنتمي إليها.
وشدد البابا فرنسيس على أن “شرقًا أوسطًا بدون مسيحيين سيكون شرقًا أوسطًا مشوّهًا ومعوّقا!”.