وكان غبطته قد إلتقى مساءَ أمس الثلاثاء، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وزير العدل اللواء أشرف ريفي يرافقه العميد روبير جبّور، وكان عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة، اضافة الى عمل وزارة العدل ولاسيما بشأن السجون الذي بُحث بحضور المطران سمير مظلوم المشرف العام على مرشدية السجون والمرشد العام الخوري جوزف العنداري. بعد اللّقاء قال الوزير ريفي: “كانت مناسبة لمعايدة سيّدنا البطريرك بمناسبة رأس السّنة وعيد الميلاد المجيد. والمناسبة هي حكماً إسلاميّة – مسيحيّة عندما تزامنت الأعياد المجيدة مع عيد المولد النبويّ الشّريف.”
وتابع ريفي: “وقد بدأنا نعيد الحياة الطّبيعيّة إلى طرابلس تماماً، واستعرضنا الوضع العام في لبنان كافّة، واستعرضنا الجريمة الكبرى التي ارتُكبَت بحق البلد عندما لم ننتَخب رئيساً للجمهوريّة في التّاريخ المحدّد في 25 أيّار 2014، ويتحمل مسؤولية ذلك كلّ إنسان تخلّف وتقاعص عن دوره الوطنيّ ليتحمّل المسؤوليّة الوطنيّة. فنحن بحاجة إلى مظلاّت أمان سياسيّة تفتقد رأسها، وفيها ثغرة كبيرة جدّاً، أمّا المظلّة العسكريّة والأمنيّة فمُرضية وهي في حال جهوزيّة عاليّة جدّاً، وهناك توحّد لبنانيّ حول كلّ المؤسّسات الأمنيّة، إنّما هذا لا يَعفينا من مسؤوليّاتنا الوطنيّة لانتخاب رئيس للجمهوريّة بأسرع ما يمكن.”
وأضاف ريفي: “شعرت كم أنّ همّ البطريرك كبير في موضوع رئاسة الجمهوريّة وهذا حقّ طبيعيّ ووطنيّ وليس فقط مسيحيّاً، ونحن ضمَّيْنا صوتنا لصوته ولكلّ اللّبنانيّين، كي ينتخبوا رئيساً للجمهوريّة فورًا. لا شكّ أن الوضع دقيق وحسّاس، ليس لدينا خوف كبير، إنّما المرحلة تحتاج إلى يقظة واستعداد وجهوزيّة كاملة على كلّ المستويات.
وعن قراءته للحوارات الحاصلة اليوم في لبنان بين حزب اللّه وتيّار المستقبل، وبين التيّار الوطنيّ الحر وبين القوّات اللّبنانيّة، أجاب: “لا شكّ أنّ أيّ حوار مع فريق لبنانيّ آخر له إيجابيّة، سواءً كان إسلاميّاً -إسلاميّاً أو مسيحيّاً- مسيحيّاً، ولكن كنّا نتمنّى أن يكون حواراً وطنيّاً، وغبطته يرغب ايضًا في ان يتوسّع الحوار ليكون بين 8 و14 آذار في شموليّة وطنيّة كبرى. ولكن لا شكّ أنّ الطّرح الوطنيّ هو الأسلم، إنّما حتّى لو كان طرحاً إسلاميّاً -إسلاميّاً ومسيحيّاً- مسيحيّاً له أيضاً إيجابيّاته في هذه المرحلة الإستثنائيّة.
وبعد الظهر، استقبل غبطته المطران جورج صليبا مطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس يرافقه الشماس جيمي دنحو والشمّاس ملك كرياكوس والشماس بيار يشوع، “لدعوته باسم صاحب الغبطة البطريرك أفرام الثاني لحضور يوبيل المئة عام للمجازر التي تعرّض لها السّريان أيّام الإمبرطوريّة العثمانيّة. ويحتفل لهذه المناسبة البطريرك أفرام الثاني بالذّبيحة الإلهيّة في كنيسة مار يعقوب في السّبتيّة – سدّ البوشريّة.” وقال المطران صليبا: “يُفرحنا جدّاً حضور غبطة البطريرك الراعي ومشاركته لنا في الصّلاة وطلب شفاعة العذراء مريم والقدّيسين.”
والتقى غبطته وفدَ مكتب الرّئيسات العامّات والرّؤساء العامّين والإقليميّات والإقليميّين بمناسة سنة “الحياة المكرّسة التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس، عن مختلف الرّهبانيّات: الرّهبانيّة المريميّة المارونيّة، جمعيّة المرسلين اللّبنانيّين، الرّهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة، الرّهبانيّة الكرمليّة، راهبات الورديّة، راهبات العائلة المقدّسة، الرّاهبات الأنطونيّات، راهبات القديسة تريزيا، راهبات القلبين الأقدسين، راهبات الراعي الصالح، الراهبات المخلّصيّات والرّهبان المخلّصيّين والراهبات الشّويريات. وقد أراد غبطته من هذا اللّقاء وضعه في أجواء عمل الرّهبانيّات على الأرض، في حقول التّربية والتّعليم والتّمريض من خلال مؤسساتها، والأعمال الرّاعويّة والرّسوليّة فيها وفي الاديار ومع المنظمات الرسولية والشبيبة وفي الرعايا. في المقابل استمع الرؤساء العامين والرئيسات العامات الى توجيهات البطريرك الراعي حول المواضيع المطروحة وانتهى اللقاء بوضع خطة عمل لهذه السّنة.