البابا فرنسيس يرفع الصلاة في مزار مادو المريمي

بعد ترؤسه القداس الإلهي صباح الأربعاء بمشاركة خمسمائة ألف مؤمن في كولومبو رافعا الطوباوي جوزيف فاز إلى مجد المذابح قديسا، انتقل قداسة البابا فرنسيس بالطائرة المروحية إلى مدينة مادو في شمال سريلانكا، حيث المزار المريمي “سيدة مادو”، وكان في استقباله أسقف مانّار المطران جوزيف رايابو. وقد احتشد عدد كبير من المؤمنين في باحة المزار المريمي، ووجه الحبر الأعظم كلمة قال فيها: يستطيع كل حاج أن يشعر في هذا المزار المريمي وكأنه في بيته. وإلى مريم، يوكل الجميع أفراحهم وآلامهم، آمالهم واحتياجاتهم. وهنا، في بيتها، يشعرون بالأمان. يعلمون أن الله قريب، يشعرون بمحبته وبرحمته. وأضاف الأب الأقدس أنه توجد اليوم هنا عائلات تألمت جدا خلال نزاع طويل مزّق قلب سريلانكا. فأشخاص كثيرون، من الشمال والجنوب، قُتلوا جراء العنف الرهيب وهدر الدماء في تلك السنوات. وما مِن سريلانكي يستطيع نسيان الأحداث المأساوية المرتبطة بهذا المكان بالذات، أو اليوم الحزين حيث التمثال المكرّم لمريم والذي يعود إلى وصول المسيحيين الأوائل إلى سريلانكا، قد أُخذ من مزارها. غير أن العذراء تبقى معكم دائما ـ أضاف البابا ـ فهي أمّ كل بيت، وكل عائلة مجروحة، وكل الذين يسعون للعودة إلى حياة مسالمة. نشكرها اليوم من أجل حمايتها شعب سريلانكا من مخاطر كثيرة. فمريم لا تنسى أبدا أبناءها في هذه الجزيرة الرائعة. وكما بقيت دائما إلى جانب ابنها على الصليب، بقيت هكذا على الدوام إلى جانب أبنائها السريلانكيين المتألمين.

Share this Entry

وتابع البابا كلمته قائلا: نريد اليوم رفع الشكر لمريم العذراء على حضورها. فبعد الكثير من الكراهية والعنف والدمار، نريد أن نشكرها لأنها تحمل لنا دائما يسوع الذي يستطيع وحده أن يشفي الجراح المفتوحة ويعيد السلام إلى القلوب المنكسرة. ونريد أن نطلب منها أيضا أن تنال لنا نعمة رحمة الله. ونطلب أيضا نعمة التعويض عن خطايانا والشر الذي عرفته هذه الأرض. وأضاف الأب الأقدس أنه ليس من السهل القيام بذلك، ولكن عندما نفهم فقط، وفي ضوء الصليب، الشر القادرين على فعله، نستطيع اختبار الندم الحقيقي والتوبة الحقيقية. وحينها فقط، نستطيع أن ننال نعمة التقرب من بعضنا البعض، من خلال المغفرة الحقيقية. وأكد البابا أنه في هذا المجهود الصعب للمغفرة وإيجاد السلام، تشجعنا مريم العذراء وترشدنا على الدوام، وأضاف أننا نريد أن نطلب من مريم أمّنا أن ترافق بصلواتها جهود السريلانكيين من أجل إعادة بناء الوحدة. وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته في مزار مادو المريمي قائلا: أيها الإخوة والأخوات، إنني سعيد بوجودي معكم في بيت مريم. لنرفع الصلاة من أجل بعضنا البعض. ولنطلب بنوع خاص أن يبقى هذا المزار على الدوام بيت صلاة وملجأ سلام. وبشفاعة سيدة مادو، ليجد الجميع هنا الوحي والقوة لبناء مستقبل مصالحة وعدالة وسلام لأبناء هذه الأرض الحبيبة.

Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير