سلطة الاهل والمراهقة

أربعة مفاتيح تربوية لعلاقة جيّدة مع المراهق

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

تقول إحدى الأمهات : “أعاني من تمرّد ابني المراهق، لا يعجبه أي شيء وينزعِج من أية ملاحظة ويشعر بأنه في سجن،  يهددنا أحيانا بالهروب من البيت،  كيف عليّ التصرّف معه؟ هل هناك من حلّ؟”
تتطلّب المسألة حسن الدراية والتعاون بين الزوج والزوجة، عليكما إذا البدء بالتالي:

١- تجنبا الأحكام المسبقة
   لا تتسرعا بإطلاق الأحكام العشوائية على تصرفات المراهق، لأن فترة المراهقة هي مرحلة التغيرات الفزيولوجية والنفسية الحساسّة والدقيقة (لا ننسى ثورة الهورمونات). لم يعد ولدكما ذاك الولد المدلل والمطيع،  لقد صار شابًًا، وصار بإمكانه أن يقول لكما : “لا أريد، لم يعجبني، لا أقبل…” … فانتبها إذا من توجيه الكلمات القاتلة مثلا ” أنت ولد غير مطيع، غير مهذب، عنيد، كأنك لست ولدنا …” !!!
تذكرا أنكما يومًا ما كنتما مثله تتصرفان بعناد مع ذويكما.
يرفض المراهق في هذه المرحلة، كافة أشكال التسلط والهيمنة، إنه ينشد الحرية ولكنه يحتاج إلى دعمكما.

٢- حقيقة السلطة
علينا كأهل أن نتعرّف على مراهقة ولدنا، فلنعطي له نموذجًا راقيََا عن السلطة، تنطلق من مبدأ الحب الزوجي، فمن يملؤه الحب: يثق، يخدم؛ يرافق؛ يعضدد؛ ويحفّز. إن السلطة في معناها المسيحي، تعني خدمة الآخر وليس العكس (راجع لو٢٢: ٢٤- ٣٠).
فلنبدأ بأنفسنا!! علاقتنا كزوجين هي مقياس تربوي تؤثّر بشكل قوي على سلوك أولادنا المراهقين. عليهم أن يروا فينا شهادة الحب الذي يحيا الطاعة المتبادلة والمتعاونة.

٣- ما يهم المراهق على صعيد فهمه للسلطة
ان تكون سلطة الاهل:
– كفوءة وفعالة
– صالحة متعاونة سموحة متفهمة وفي الوقت عينه حازمة
– سلطة يمتزج فيها الحنان والدعم والتحفيز والتشجيع والمتابعة
– سلطة تساعده في النهوض عند السقوط ولاسيما عندما يواجه الأزمات، خاصة على صعيد المدرسة

٤- المشاجرات
إن الاسباب التي تدفع المراهق إلى الشجار مع ذويه، تكمن في الهدف الأساسي:  يريد التأكد من مكانته الحقيقية في حياة أسرته. ومن أهم الأسئلة التي تدور في عقل المراهق هي : ” هل يهتمون بي؟ هل يقدّرون ما أعانيه من ضغوط وتحديات ومشاكل؟…”.

     إذا فليكن الحوار الدائم مع ولدنا، سبيلا لإبداء الرأي دون خوف أو تردد، مقدمين  البراهين والإستنتاجات [حذار من الأحكام المسبقة أو التعنيف..]
فلنستعمل مع أولادنا لغة الجذب والتحفيز بدل اللجوء إلى لغة الإغواء لأن “القوّة بلا معرفة خطر”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير