فدخل أيوب “بستان الجسمانية”، و مع إنسحاب “الخيرات” و وقوع الضيقات، أخذ يختبر الموت عن الذات… و في بحثه عن و جه الله سؤال يتردد عبر العصور :
لماذا تحدث أمور سيئة لأناس طيبون؟ لماذا يعاني الصالحون؟ لماذا نجاح الأشرار ونكبات الأبرار؟؟؟
وفيما كارثة الإيمان تقترب، يتحول أيوب البار إلى حوار مع الله و هناك يرى وجهه…. لم يعد الجواب مسألة ينتظر أيوب أن يسمعها ليفهمها بل أصبح الله هو الجواب: الحقيقة التي إلتقى بها و إختبرها و أدرك أنها الأعظم. فقام يجدد إيمانه الحيّ الذي يثق في رعاية الله وعنايته بالرغم من عدم معرفته ما وراء الستار. و من خلال هذه الخبرة فتح أيوب باب الرجاء لكل المجرَّبين.
و أمام “سر الألم”، الذي يعالجه المسيح على صليب الحب، هناك مفتاح سرٍ في حياة الصديقين المتألمين، يختصرها أيوب بهمسه لله المعزي الحقيقي :
“بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني” (42: 5)