عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام حول أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيي“أعطيني لأشرب” (يو4، 7)، يبدأ من 18-25 كانون الثاني 2015، ترأس الندوة رئيس اساقفة بيروت واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وشارك فيها أصحاب السيادة رئيس أساقفة بعلبك والبقاع الشمالي ورئيس اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية المطران سمعان عطالله، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، امين عام مجلس كنائس الشرق الاوسطالاب ميشال جلخ، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضور أمين سرّ اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية الاب طانيوس خليل، د. أنطوان طعمه، ومن منظمي لقاء الشبيبة الأستاذ داني طعمه والأب انطوان عطالله وعدد من المهتمين والإعلاميين.
كلمة المطران مطر جاء فيها:
“يسرنا ويشرفنا في المركز الكاثوليكي للإعلام أن نستقبل اليوم وجوهاً كريمة مسؤولة عن أمور الحياة المسكونية والعمل المسكوني في قطاعات متعددة في لبنان وذلك في مناسبة الأستعداد للإحتفال بأسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين”
تابع “هذه الصلاة بدأها السيد المسيح بذاته، هو الذي صلى من أجل أن يكونوا بأجمهم واحداً وإذا كان يسوع قد صلى من أجل أن يكونوا تلاميذه واحداً فهذا يعني أن هذه الصلاة مستمرة اليوم في الكنيسة ويجب أن تبقى مستمرة إلى أخر يوم وآخر الدهر.”
تابع “فالمسيحيون مسؤولون عن الوحدة بقوة الروح القدس، ومع الأسف فقد فقدوها في مناسبات وظروف عديدةعبر تاريخ الكنيسة منذ ألفي سنة ونستطيع القول اليوم أننا استعدنا هذه الوحدة مئة بالمئة وهذا ما نرجوه بأقرب وقت. فإن هذه الوحدة قد نفقدها من جديد ايضاً ولذلك يجب أن نبقى على صلاة مستمرة من أجل هذه الوحدة لأنها مرادفة لحياة الكنيسة ولنعمة الرب يسوع، مسؤوليتنا اليوم مضاعفة لأن الكنيسة في حالة إنقسام ، وصلاتنا يجب أن تكون من صميم القلب من أجل إعادة الشراكة بين المسيحيين في الإيمان وفي الإنقسام.”
ثم تحدث المطران عطالله عن تاريخ أسبوع الوحدة فقال:
“لم تولد الصلاة من أجل وحدة المسيحيين في القرن الحادي والعشرين؛ فالمسيحيون كانوا دائما يصلوّن من أجل المصالحة فيما بينهم. غير أن هذه الصلاة أخذت شكلا خاصا سنة 1908 في الولايات المتحدة الأميركية مع القس بول واتسون (Paul Wattson) من الكنيسة الأسقفية ومؤسّس جماعة رهبانية حسب قانون مار فرنسيس الأسيزي في قلب الكنيسة الأنكليكانية الأميركية، وذلك على مدى أسبوع يمتد من الثامن عشر، تذكار قيام كرسي بطرس في روما إلى الخامس والعشرين من الشهر عينه كانون الثاني، تذكار ارتداد الرسول بولس، سنة 1908، كما أسلفنا.”
تابع “إن وحدة المسيحيين، كما خطّط لها بول واتسون، تقوم على الوحدة مع الكرسي الرسولي الروماني. هذا وفي أواسط سنة 1930، وفي ما راحت هذه الصلاة تنتشر بصيغتها المحدّدة طوال الأسبوع الذي تحدّثنا عنه في أميركا، راحت تنتشر أيضا في الأوساط الكاثوليكية كما في الجماعات الأنكليكيانية الميّالة إلى إعلان الوحدة مع روما. في هذه الظروف أخذ الكاهن الفرنسي من مدينة ليون، الخوري Paul Couturier مبادرة، تقوم على تبنّي التاريخ عينه وتحديد هدف هذا الأسبوع كما يلي: نصلّي من أجل الوحدة كما أرادها يسوع وبالوسائل التي يريدها هو.”
أضاف “خلال رياضة روحية أقامها الأب الفرنسي Couturier في دير الوحدة في Amay- sur-Meuse في بلجيكا، ويُدعى اليوم دير Chevetogne قرّر الأب الفرنسي المذكور الاهتمام الجدي والدائم بهذا الأسبوع وبدأ بتنظيم ثلاثية من 20 إلى 22 من شهر كانون الثاني سنة 1933 في كنيسة القديس فرنسيس سالس في شبه الجزيرة الليونية. ثم ما عتّمت أن تحولت الثلاثية إلى أسبوع، دعي أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين من 18 إلى 25 كانون الثاني. وبتشجيع من المتروبوليت ايلوجيوس اشترك بعض الأرثوذوكس بهذا الأسبوع سنة 1935.”
أردف” اللجنة الدولية تختار موضوع السنة إنطلاقا من آية كتابية وتطلب إلى لجنة من كنائس بلد معيّن إعداد البرنامج بالتفصيل، ويُترَك لكل بلد أن يكيّف الموضوع حسب واقع بلاده وظروفها والحاجات الاجتماعية والروحية والرعوية. وهذا ما فعلناه نحن هذه السنة، انطلاقا من ظروف زماننا والمكان المتدهورة على كل الصعد، آخذين بعين الإعتبار أوضاع بلادنا على صعيد النزاعات والأزمات، التي تترك وطننا ضائعا، غير قادر أن يمسك مصيره بيديه، حتى في الأمور الأساسية، ومواطنينا قلقين خائفين، ينزحون ويهاجرون ويدفعون ثمن حروب الآخرين أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية، وحدود بلادهم مفتوحة على مصراعيها، تستقبل النازحين بلا حسيب ولا رقيب، وليس من يعالج تداعيات هذا النزوح، الذي فاق كل تصور وكل إمكانيات البلد على جميع الصعد، فلا يترك المواطن مطمئنا ولا النازح مكتفيا.”
أضاق: “ولا ننسى في قلب هذا الواقع الوضع الأمني المأزوم، والساحة اللبنانية تتحكّم فيها شريعة الغاب، والإرهاب يسرح ويمرح، يخطف ويأسر، يهدّد ويفجّر، يفخّخ وينتحر، تاركا وراءه الضحايا بالمئات وأكثر، والسلطة الحاكمة مفكّكة والمصالح الخاصة، يحميها أصحابها، والمصالح العامة مودعة في البرادات وليس من يوقظها من سباتها المنازع ولا من ينقذها من موتها البطيء.”
تابع “أمام هذا الواقع المقلق وال
مظلم يأتي أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين ليضيء شمعة ، تضيء عتماتنا التي تلفّ وطننا، ويكوّن علامة رجاء، صحيح على الصعيد الروحي، ولكنه يشكّل قوة إيمان بالله وبالإرادة الصالحة عند الطيبين من اللبنانيين، والحوارات الدائرة في العديد من الأوساط خير دليل على ذلك. فعلامات الرجاء هذه، الساكنة قلوب أبناء الخير والصلاح، هي الضمانة بأن لبنان سوف ينتصر على كل العواصف الهوجاء، من أيّ جهة أتت، وسوف يبقى مساحة للسلام وشاهدا للوحدة في تنوعها ورسولا للعيش الواحد في غناه، الذي يعرف اللبنانيون المخلصون أن يعيشوه ويبشّروا به بحكمتهم المعهودة”.
وختم بالقول “أسبوع الوحدة مساحة لمراجعة الذات ودعوة إلى إيقاظ الضمائر وحافز للعمل الحثيث على درب الوحدة على كل الصعد وفي جميع الحقول لبنيان الوحدة بين الكنائس في العالم وبين أبناء مجتمعنا، المتنوّع في ثقافاته والواحد في حضارته؛ وهذه هي علامته الفارقة وميزته، التي بها يتحدّى العالم مؤكّدا أن أبناءه قادرون، بقوة إيمانهم بوحدانية الله، أن يعيشوا هذه الوحدة بأمان وسلام.”
ثم كانت كلمة سيادة المطران ميشال قصارجي عن خبرةٌ مسكونيةٌ تنبعُ من رحِم المعاناة فقال:
“إنَّ النداء الى وحدة المسيحيّين الذي خرج من فم المخلّص الإلهي قُبيل آلامه الطاهرة والذي عاد المجمعُ الفاتيكاني وطرحهُ بحزمٍ واهتمامٍ، لا تزال اصداؤه تتردد بشدّةٍ في قلوب مسيحيي العراق. وقد تحدّث الدليل التطبيقي لمبادىء الحركة المسكونية وقواعدها الذي وضعه المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين وعربّه المثلث الرحمة المطران حبيب باشا عام 1993، عن أهميّة التعاون الراعوي، والتعاون المسكوني في الحياة الاجتماعية والثقافية، وعن التعاون في البحث المشترك في الشؤون الاجتماعية والأخلاقية”
أضاف: “الكارثة الأمنية والديموغرافيّة التي ارتبطت بالتطرُّف الدينيّ والتي حلَّت ببلاد الرافدين، أفضت الى شيء من التقارُب بين المسيحيين الذين شعروا بآلة الموت تُلاحقُهم وتجبُرهم على نكران إيمانهم أو الشهادة للمسيح ببسالةٍ وجُرأةٍ.”
تابع “هذه الشدَّةُ جمعت أواصر المحبّة والإلفة والتكاتُف بين جميع كنائس العراق والعائلات المسيحية المتواجدة على أرضه، فأُنشئت مجالسُ أسقفيَّةٌ إقليميّةٌ هدفُها التعبيرُ عن القِيم الأساسيّة مسيحيّاً وإنسانياً. وهذا العملُ الاجتماعيُّ والإنسانيُّ المشترك ساهم في مساعدة آلاف العائلات المسيحيّة المضطهدة في العراق إبّان الظروف القاسية التي عصفت أخيراً بالبلاد، كما عمل على الإقرار بقيمة الحياة الإنسانية وقضايا العدالة والسلام والحرّية الدّينية وحقوق الإنسان وحقوقه في ملكيّة الأرض.”
أردف “استطاعت المصيبةُ أن تجمع أيضاً أبناء هذه الكنائس المتواجدة في العراق، على أرض لبنان، وطنِ الأرز المضياف.”
أردف “يتعاون أبناءُ الكنائس الكلدانيَّة والسريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية والآشورية في لبنان على مختلف الصعُد الاجتماعيَّة والاستشفائيَّة والخَدماتيَّة وقد أنشأت رابطةُ كاريتاس لبنان لجنةً مسكونيَّةً ضمَّت ممثلين عن تلك الكنائس المذكورة يتعاون أعضاؤها فيما بينهم لمدّ يد العون لجميع اللاجئين بهدف تعزيز حقوقهم الإنسانية وصَون كرامتهم البشريَّة وتوزيع المساعدات بشكلٍ عادلٍ ومتوازنٍ يضمن تأمين السكن والماء واللباس والصحة والطبابة والتعليم.”
وأشار “الى أهميّة دور الإعلام في بثّ الروح المسكونية الحقّ، وقد أنشأ تلفزيون تيلي لوميار إذاعةً خاصةً جمعت كُلَّ الكنائس والجماعات المسيحية الموجودة في لبنان لكي تبيّن خصوصيّتها وفرادتها الطقسيّة والتراثيّة واللغويّة في قالبٍ مسكونيٍ جذابٍ تحت عنوان “نور الشرق“.”
وختم بالقول: “يا جميع مسيحيي العراق الحبيب، ويا جميع المؤمنين بالمسيح فادياً ومخلّصاً إن في لبنان أوسوريا أو في كافة أرجاء هذا الشرق المتألّم ؛ أمام هذه المحنة التي تختبر ايماننا: “كونوا كاملين، تعزّزوا، استحثّوا بعضكم بعضاً. كونوا على رأيٍ واحدٍ، كونوا في سلامٍ، وإلهُ المحبة والسلام يكون معكم“…”
كلمة الأب ميشال جلخ فقال:
“تأسس مجلس كنائس الشرق الأوسط سنة 1974 وهو رابطة من الكنائس تؤمن بالرب يسوع المسيح إلهاً ومخلصاً حسب الكتب المقدسّة وتسعى معا لتحقيق دعوتها المشتركة لمجد الله الواحد. بنية المجلس الأساسية المؤلفة من 28 كنيسة قائمة على أساس العائلة الكنسية. تدخل هذه الكنائس ضمن أربع عائلات تضم كل منها الكنائس التي هي في شركة كاملة مع بعضها البعض. “
تابع من مميزات مجلس كنائس الشرق الأوسط والميزة الأهم هي أنه هو وليد مبادرة رؤوساء كنائس الشرق الأوسط وليس وليد مبادرة فردية أو خاصة؛ إن رؤوساء كنائس الشرق الأوسط، الرؤوساء المباشرون لهذه الرابطة يشاركون بفعالية عبر مندوبيهم الذين يساعدون الأمين العام؛ وأن المجلس يساعد في توحيد الروئ والمواقف بين الكنائس.”
أضاف “إن مجلس كنائس الشرق الأوسط هو تعبير حسي عن الوجود المسيحي في المنطقة ويعمل في المسائل المتعلقة بالوجود المسيحي وشهادته في الشرق الأوسط والحوار الإسلامي – المسيحي هي الأبرز بين المسائل المطروحة الحالية. وهو يشكل عملياً جسر تواصل بين مسيحيي المشرق برفع الأحكام المسبقة وكسر
الحواجز بين الكنائس؛ وبين المسيحيين والديانات الأخرى في الشرق الأوسط لا سيما الإسلام منها حيث ينمي ويعزز الحوار المنظم الهادف الى تقوية وتعميق السلام والصداقة بين الشعوب لمصلحة الإنسانية؛ وبين كنائس الشرق الأوسط و الكنائس الغربية وذلك من خلال عمله كوسيط بين المسيحيين في الشرق الأوسط وإخوانهم وأخواتهم بالمسيح في أصقاع الأرض.”
وقال “التحديات المسكونية في الشرق الأوسط متعلقة بمستلزمات الوجود المسيحي والدور المحتمل لهذه المجتمعات في المنطقة. أولا تحدي الوجود والبقاء لهذه المجتمعات التي تشهد هبوطا شديدا في أعدادها بسبب اللاإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني.”
وعن هيكلية المجلس قال “تقسم برامج المجلس إلى فئتين الأولى تشمل الوجود المسيحي والشهادة في الشرق الأوسط ؛ العلاقات المسكونية؛ الحوار الإسلامي – المسيحي والتواصل والإعلام.” “يدير هذه البرامج الأمين العام ويتم تمويلها من الموازنة المركزية للمجلس، وهي أساسية لوجود المجلس لأنه بدونها يفقد المجلس سبب وجوده. والفئة الثانية هي كناية عن برامج ومشاريع متخصصة بحقل عمل محدد بأهداف معينة (اللاجئين، التنمية، الإغاثة، حقوق الإنسان…). تنشأ هذه النشاطات بناء على ضرورات آنية، وتنتهي مع انتفاء الحاجة.” “
واختتمت الندوة بكلمة الخوري عبده أبو كسم جاء فيه:
” يتميّز لقاء اليوم في ندوة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين بأنه ياتي في خضمّ الكلام على مصير المسيحيين في الشرق الأوسط بغض النظر عن مذاهبهم سواءّ أكانت كاثوليكيّة أم أورثوذكسيّة أم سوى ذلك، فالقلق على المصير واحد، والخطر واحد، والاضطهاد واحد، فهذا يعني، اليوم وأكثر من اي وقتٍ مضى، أن نكون واحداّ، لأن إلهنا واحد، ومسيحنا واحد وعمادنا واحد، وصلاتنا واحدة، ويجب أن يكون قرباننا واحد، وأعيادنا واحدة، فلنتواضع ولنحب بعضنا بعضاٍ كما أوصانا السيد المسيح المعلّم.”
البرنامج
إفتتاح أسبوع الصلاة:
المكان: كنيسة مار أفرام للسريان الأرثوذوكس – الأشرفية
الزمان: الأحد 18 كانون الثاني 2015، الساعة السادسة مساء
لقاء الجنوب:
المكان: كاتدرائية مار نيقولاوس للروم الكاثوليك – صيدا
الزمان: نهار الجمعة في 16 كانون الثاني 2015 ، الساعة الرابعة والنصف عصرا
لقاء البقاع الشمالي للمدارس:
المكان: مدرسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات، دير الأحمر،
الزمان: الساعة الثالثة من يوم الثلاثاء في 20 كانون الثاني 2015
لقاء الشمال:
المكان: كنيسة السيدة – زغرتا
الزمان:الخميس 22 كانون الثاني 2015، الساعة السادسة مساء
لقاء الجبل:
المكان: كنيسة مار جاورجيوس الأرثوذوكسية ومار جرجس المارونية – بحمدون الضيعة
الزمان السبت 24 كانون الثاني 2015، الساعة الرابعة عصرا
لقاء الشبيبة (الإتحاد اللمي المسيحي للطلبة):
المكان: كنيسة سيدة البير – سن الفيل
الزمان: الجمعة 23 كانون الثاني 2015 ، الساعة السابعة مساء
اختتام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين:
المكان: كنيسة دير مار الياس – أنطلياس
الزمان: الأحد 25 كانون الثاني 2015، الساعة السابعة مساء
ملاحظة ابرشية بيروت للموارنة تفتح اسبوع الصلاة في دير الوحدة اليرزة، الساعة الساعة مساءً