الراحة في الرب. إن الراحة ضرورية، قال البابا فرنسيس، من أجل العقل والجسد، وهي أساسية أيضا للصحة الروحية كي نتمكّن من الإصغاء لصوت الله وفهم ما يطلبه منا. وأكد الأب الأقدس أن الراحة في الصلاة أساسية للعائلات، فقبل كل شيء نتعلّم في العائلة كيف نصلي، ونتعرّف على الله وننمو كرجال ونساء إيمان، ونشعر بأننا أعضاء في عائلة الله الكبيرة، أي الكنيسة. وفي العائلة، أضاف البابا يقول، نتعلّم أن نحب ونغفر ونكون أسخياء ومنفتحين لا منغلقين وأنانيين. ونتعلّم أن نلتقي الآخرين ونتقاسم حياتنا معهم. ولهذا إن الصلاة في العائلة بالغة الأهمية! وتوقف البابا فرنسيس بعدها عند النقطة الثانية: النهوض مع يسوع ومريم وقال إن ملاك الرب أوحى ليوسف بالمخاطر التي كانت تهدد يسوع ومريم وأجبرتهم على الهروب إلى مصر والإقامة بعدها في الناصرة، وهكذا أيضا في زماننا الحاضر، يدعونا الله للتعرف على المخاطر التي تهدد عائلاتنا ولحمايتها من الشر. وأضاف الأب الأقدس أن الأحمال التي ترخي بثقلها على حياة العائلة اليوم هي كثيرة، وقال إن عائلات لا تُعد في الفيليبين تعاني اليوم من تبعات الكوارث الطبيعية، كما أن الوضع الاقتصادي سبّب تفكك العائلات مع الهجرة والبحث عن عمل. وأشار البابا إلى أن أشخاصا كثيرين يعيشون في فقر مدقع وأكد أن العائلة مهدّدة أيضا بالمحاولات المتنامية من قبل البعض لإعادة تحديد مؤسسة الزواج عينها من خلال النسبية وثقافة الزائل وعدم الانفتاح على الحياة.
أكد البابا فرنسيس أن العالم يحتاج لعائلات صالحة وقوية للتغلب على هذه التهديدات! تحتاج الفيليبين لعائلات سليمة ممتلئة بالمحبة لتحافظ على جمال وحقيقة العائلة في مخطط الله ولتكون سندا ومثالا للعائلات الأخرى. إن كل تهديد للعائلة يمثل تهديدا للمجتمع نفسه. فمستقبل البشرية ـ كما قال القديس يوحنا بولس الثاني ـ يمرّ عبر العائلة. وبالتالي، حافظوا على عائلاتكم! أضاف البابا فرنسيس يقول، وغذّوها دائما بالصلاة ونعمة الأسرار المقدسة. ودعا الأب الأقدس العائلات لتكون مثال محبة ومغفرة، ومزارات احترام للحياة من خلال إعلان قدسية كل حياة بشرية منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي. إنها لعطية كبيرة للمجتمع أن تعيش كل عائلة مسيحية بالكامل دعوتها النبيلة! وبالتالي، انهضوا مع يسوع ومريم وسيروا على الطريق التي يرسمها الرب لكل واحد منكم. وتابع البابا قائلا إن الإنجيل الذي أصغينا إليه يذكّرنا بواجبنا كمسيحيين بأن نكون أصواتا نبوية وسط جماعاتنا. لقد أصغى يوسف لصوت ملاك الرب وأجاب على دعوة الله للاعتناء بيسوع ومريم. ومع مريم، كان يوسف مثالا للطفل يسوع بينما كان ينمو بالحكمة والقامة والنعمة. وعندما تربي العائلات الأطفال على الإيمان والقيم السليمة وتعلّمهم الإسهام من أجل خير المجتمع، تصبح بركة للعالم. فمحبة الله تصبح حاضرة وفاعلة من خلال طريقة المحبة والأعمال الصالحة التي نقوم بها.
ذكّر الأب الأقدس بأن أساقفة الفيليبين قد أعلنوا الاحتفال بسنة الفقراء 2015 ما يعني الاهتمام بالإخوة والأخوات الأشد عوزا، ودعا العائلات للاهتمام بنوع خاص بالمسنين والأطفال الأيتام كي لا يشعروا أبدا بأنهم وحدهم ومتروكون. وختم البابا فرنسيس كلمته خلال لقائه العائلات في مانيلا بالقول “صلوا دائما واحملوا ثمار صلاتكم في العالم كي يتعرّف الجميع على يسوع المسيح ومحبته الرحيمة”.