خطاب البابا إلى الأساقفة والكهنة والمكرسين وذوي ضحايا الإعصار

توجه البابا فرنسيس هذا السبت إلى كاتدرائية بالو حيث التقى الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين بالإضافة إلى عائلات ضحايا الإعصار. ووجه للحاضرين خطابا استهله موجها تحية حارة وأخوية إلى الحاضرين في كاتدرائية تجلي الرب، لافتا إلى أن هذا البناء تم ترميمه بفضل التبرعات والمساعدات السخية التي قدمها أشخاص كثيرون وهو يعبر عن الجهود الحثيثة لإعادة الإعمار على أثر إعصار يولاندا المدمّر الذي ضرب البلاد، كما تذكّر هذه الكاتدرائية الجميع بأن الله يعمل باستمرار، حتى في زمن الكوارث والآلام، ويجدد جميع الأشياء.

Share this Entry

بعدها قال البابا: كثيرون منكم عانوا الأمرّين، ليس بسبب الدمار الناتج عن الإعصار وحسب، لكن أيضا نتيجة فقدان الأقرباء والأصدقاء. واليوم نوكل الموتى إلى رحمة الله، ونسأله أن يمنح عزاءه وسلامه لمن يذرفون الدموع حتى يومنا هذا. ونتذكّر بنوع خاص الأشخاص الذين يعيق الألم تقدّمهم. وفي الوقت نفسه نرفع الشكر للرب على الأشخاص الذين عملوا بجهد وتعب من أجل إزالة الأنقاض وزيارة المرضى والمحتضرين ولتعزية المفجوعين ودفن الموتى، وهؤلاء الأشخاص يشكلون علامة واضحة على أن الله لا يتخلى عنا أبدا!

هذا ثم شكر البابا العديد من الكهنة والأشخاص المكرسين الذين قاموا بتلبية احتياجات الأشخاص في المناطق التي ضربها الإعصار. وقال لهم: من خلال حضوركم ومحبتكم قدمتم شهادة لجمال الإنجيل وحقيقته. وأظهرتم أن الكنيسة هي ينبوع رجاء وشفاء ورحمة. كما بيّنتم، مع العديد من الأشخاص القريبين منكم، الإيمان العميق للشعب الفيليبيني وقدرته على المقاومة والصمود. ولا بد أن نتذكر روايات التضحية التي طبعت تلك الأيام كي تُنقل إلى أجيال المستقبل.

بعدها أشار البابا إلى أنه قام بمباركة “مركز الفقراء” الجديد الذي يعبّر عن اعتناء الكنيسة واهتمامها بالأخوة والأخوات المعوزين. وطالب الجميع ببذل المزيد من الجهود لمساعدة الفقراء والمحتاجين مشددا على ضرورة أن يعامل الفقراء في مختلف أنحاء البلاد على قدم المساواة، وعلى أن تُحترم كرامتهم، وأن تكون الخيارات السياسية والاقتصادية عادلة وتشمل الجميع وأن تنمو فرص التشغيل والتربية وتُزال العراقيل القائمة في وجه تقديم الخدمات الاجتماعية. وذكّر البابا الحاضرين بأننا سنُحاسب وفق المعايير التي نتعامل من خلالها مع الأشخاص الفقراء. وحث الجميع، لاسيما المسؤولين عن خير المجتمع، على تجديد التزامهم لصالح العدالة الاجتماعية ومساعدة الفقراء أكان في منطقة بالو أم في الفيليبين بأسرها.

هذا ثم وجه البابا كلمة شكر إلى الشبان الحاضرين في الكاتدرائية، بمن فيهم الإكليريكيون والشبان المكرسون. وقال: كثيرون منكم أظهروا سخاء بطوليا خلال الأوضاع الناتجة عن الإعصار. وآمل أن تدركوا دائما أن السعادة تتأتى من مساعدة الآخرين، مقدمين لهم أنفسنا كتضحية فضلا عن الرحمة والرأفة. وهكذا تكونون قوة عاتية لتجدد المجتمع، لا في مجال تشييد المباني وحسب، ولكن أيضا من أجل بناء ملكوت الله، ملكوت القداسة والعدالة والسلام في بلدكم. وتمنى في الختام أن تعضد قوة قيامة المسيح حياة الكهنة والمكرسين وجميع الأشخاص.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير