تابع الأب الأقدس مجيبًا عن السؤال الأول حول أهميّة المرأة وقال هناك أقليّة من النساء بينكم. إن النساء يملكن الكثير ليقلنه لنا في مجتمع اليوم، وأحيانًا نكون ذكوريّين بشكل مفرط ولا نعطي مكانًا أو فرصًا للنساء. لكن النساء قادرات على رؤية العالم بعيون مختلفة عنّا نحن الرجال، هنّ قادرات على طرح أسئلة لا يمكننا نحن الرجال أن نفهمها. لذلك تنبهوا لهنّ واهتموا بهنّ!
بعدها انتقل الأب الأقدس ليجيب عن السؤال الثاني وهو “لماذا يتألم الأطفال؟” وقال إنه سؤال كبير لنا جميعًا: لماذا يتألّم الأطفال؟ عندما يصبح قلبنا مستعدًا ليُسائل نفسه ويبكي عندها فقط قد نتمكن من فهم شيء من هذا السؤال. فالشفقة “الدنيوية” التي تقوم على مجرّد التبرع بالمال لا تفيد بشيء. لو كانت هذه شفقة المسيح لكان مرّ مرور الكرام. لكن المسيح قد بكى وكان قادرًا على البكاء لأنه فهم ما كان يجري في حياة كل منا. إن عالم اليوم يفتقد للقدرة على البكاء. يبكي المهمشون والذين يتم إقصاءهم لكن الذين يعيشون حياة بدون عوز لا يبكون. إن بعض حقائق الحياة يمكن رؤيتها فقط بعينين غسلتهما الدموع. وبالتالي أدعو كل فرد منكم ليسأل نفسه: هل أعرف أن أبكي لدى رؤيتي لطفل جائع أو بدون منزل، لطفل متروك أو مهمّش ومستغلّ من قبل المجتمع؟ لنتعلم كيف نبكي! يسوع قد بكى في الإنجيل، بكى لموت صديقه وبكى في قلبه على العائلة التي فقدت ابنتها وبكى أيضًا عندما رأى الأرملة تدفن ابنها، لكنه بكى خصوصًا وأخذته الشفقة على الجموع الذين كانوا كغنم لا راعي لها. فإن لم تتعلموا البكاء فلن تصبحوا أبدًا مسيحيين صالحين. إنه تحد كبير! وفي كلّ مرة نُسأل: “لماذا يتألم الأطفال؟” ليكن الصمت جوابنا أو تلك الكلمة التي تولد من الدموع! كونوا شجعانًا ولا تخافوا من البكاء.
هذا وتابع الحبر الأعظم مجيبًا على السؤال الثالث حول وسائل الاتصالات الحديثة وأهميتها وقال: اليوم ومع تعدد وسائل الاتصالات الحديثة تصلنا المعلومات على الدوام وبشكل عشوائي، فهل هذا أمر شرّير؟ ليس بالضرورة، إنه أمر جيّد ويمكنه أن يكون مفيدًا، لكن هناك خطورة تكديس المعلومات وتراكمها وقد نتحول إلى “متاحف” نملك الكثير ولا نعرف ما نفعل به. نحن لسنا بحاجة لشبيبة متاحف وإنما لشبيبة قدّيسين! يمكنكم أن تسألوني: “كيف نصبح قدّيسين؟” وهذا تحدٍّ آخر وهو تحدّي الحب! وما هو الدرس الأهم الذي تعلمكم إياه الحياة؟ الحب! وهذا تحدي الحياة الكبير. فكثرة المعلومات وحدها لا تفيدنا، ولكن بواسطة الحب يمكن لهذه المعلومات أن تصبح خصبة وتفيدنا. وأضاف البابا فرنسيس يقول: إن الحب الحقيقي يقوم على محبة الآخر والسماح له بأن يحبني. والأصعب هو أن أسمح لأحد بأن يحبني، ولذلك يصعب علينا فهم محبة الله الكاملة تجاهنا. يمكننا أن نحبه ولكن الأهم هو أن نسمح له بأن يحبّنا. الحب الحقيقي هو الانفتاح على الحب الذي يريد أن يطالنا ويدهشنا. فالحب يفتحنا على الدهشة لأنه يتطلب حوارًا بين شخصين بين الحبيب والمحبوب. ونحن نقول على الدوام أن إلهنا هو إله المفاجآت لأنه فاجأنا وأحبّنا أولاً! لنسمح لله إذًا بأن يُدهشنا ولا نخافنّ من المفاجآت! صحيح أنها تزلزل ثوابتنا لأننا لم نكن بانتظارها ولكنّها تدفعنا للسير قدمًا في الاتجاه الصحيح. فالحب الحقيقي هو الذي يجعلنا نبذل حياتنا في سبيل من نحب، هو الذي يتركنا فارغي الأيدي، تمامًا على مثال القديس فرنسيس الذي مات فارغ اليدين وممتلئ القلب!
تابع البابا فرنسيس مجيبًا على السؤال الرابع حول المساعدات التي يقدمها الشباب في المجتمع في إطار أعمال المحبة التي يقومون بها وقال: لقد سمعنا في الإنجيل منذ قليل جملة وهي بالغة الأهميّة بالنسبة لي، يخبرنا الإنجيل عن يسوع الذي نظر إلى ذلك الشاب وأحبّه. لكن هناك جملة أخرى لا تقل أهميّة وهي ما قاله يسوع للشاب: ينقصك شيء واحد. لنصغ بصمت إلى كلمة يسوع هذه. ينقصك شيء واحد، ما هو؟ أسألكم جميعًا أنتم الذين يحبّهم يسوع: هل تسمحون للآخرين بأن يعطوكم الغنى الذي لا تملكوه؟ تعرفون أن تعطوا ولكنكم لا تعرفون كيف تنالون من الآخر أيضًا… ينقصكم شيء واحد: استعطوا! تعلموا من الذين تساعدونهم! ليس بالأمر السهل أن نتعلّم بتواضع من الذين نساعدهم… إن الأشخاص الذين نساعدهم: الفقراء والمرضى والأيتام لديهم الكثير ليعطونا إياه! هل أعرف كيف أطلب منهم؟ أم أنني أشعر بأنني مكتف بذاتي ولذا أقدم المساعدة فقط؟ أنتم الذين تعيشون حياتكم في العطاء وتعتقدون أنكم لا تحتاجون لشيء هل تعلمون أنكم أيضًا فقراء؟ أعلموا أنكم أنتم أيضًا فقراء ومعوزون تحتاجون لبشارة الفقراء والمرضى والذين تساعدونهم وهذا الأمر سيساعدكم لتنضجوا في التزامكم ومساعدتكم للآخرين. تعلموا أن تمدوا يدكم وتسألوا العون بدوركم! أحبّوا الفقراء! يريد أساقفتكم في هذه السنة أن تفكروا بالفقراء بشكل خاص. هل تفكرون بالفقراء؟ هل تشعرون معهم؟ هل تقومون بشيء من أجلهم؟ هل تسمحون للفقراء بأن يعطونكم الحكمة التي يملكونها؟ هذه هي الأمور التي أرغب بأن أقولها لكم اليوم!