واعتبر الكاهن لومباردي أن زيارتي البابا إلى هذين البلدين الآسيويين أي سريلانكا والفيليبين ـ بالإضافة إلى زيارته لكوريا في صيف العام الماضي ـ ساهمت بلا أدنى شكل في ترسيخ نظرته الرسولية إلى القارة الآسيوية ككل، ولفت إلى أن الاستقبال الحار والحاشد الذي لقاه البابا عكس تطلعات هذه الشعوب الآسيوية ونظرتها إلى المستقبل. وشاء مدير دار الصحافة الفاتيكانية أن يتوقف عند محطة هامة من زيارة البابا إلى الفيليبين ألا وهي الذبيحة الإلهية التي احتفل بها في تالكوبان مع الأشخاص المتألمين وأفقر الفقراء وضحايا الإعصار يولاندا. وأكد أن الشعب الفيليبيني يتمتع بغنى روحي وعليه أن يعرف كيف يترجم إيمانه هذا على أرض الواقع كيما تساهم قيم الإنجيل والتضامن والاعتناء بالفقراء في تخطي أوضاع انعدام المساواة التي وصفها البابا بالفضيحة.
بعدها عاد مدير دار الصحافة الفاتيكانية في سياق تقييمه للرحلة البابوية السابعة لفرنسيس خارج الأراضي الإيطالية (عاد) ليسلط الضوء على الاستقبال الحاشد الذي لاقاه في هذين البلدين والذي تخطى كل الحسابات والتوقعات، واعتبر أن حضور هؤلاء الأشخاص يعكس حضور الله وعمق الحياة الدينية في البلدين. ولفت أيضا إلى أبرز وأهم المواضيع التي تطرق إليها البابا خلال زيارته الرسولية هذه وفي مقدمتها مسألة عزيزة جدا على قلبه ألا وهي الاهتمام بالفقراء والمحتاجين مع الإشارة إلى التفاوت الكبير السائد في المجتمع الفيليبيني بين الأغنياء والفقراء. ومن هذا المنطلق، قال لومباردي، لا بد من التفكير في السبل التي يمكن أن يقدم من خلالها المسيحيون إسهاما شخصيا من أجل بناء مجتمع أكثر عدلا ويستجيب لقيم احترام الشخص البشري.
كما تمحورت خطابات البابا في البلدين حول مواضيع أخرى أساسية شأن الحوار مع العائلات، وتشجيع الأسرة التي تشكل قيمة هامة في المجتمع، تشجيع الشبان الذين هم جزء أساسي وحيوي من المجتمع لكنهم يحتاجون إلى التوجيه وإلى الرجاء. وختم المسؤول الفاتيكاني حديثه لإذاعتنا مؤكدا أن البابا تحدث عن هذه النقاط كلها بوضوح تام وقد تلقى الجميع الرسالة بسهولة، على أمل أن تستمر الحماسة التي ميزت الأيام الماضية في سريلانكا والفيليبين كيما يحصل ارتداد فعلي في المجتمع ويتجدد الالتزام في نشر بشارة الإنجيل.