مواجهة الخوف، فيصيرك، كنار آكلة تلتهم بها كل المواقف اليابسة والمائتة، وتحول يباس القلب والعقل والإرادة إلى ربيع روحي ممتلىء بالنعم والعطايا.
فلا تتردد في الشهادة للمسيح ولا تقبل أن يؤجل الدفاع عن الحق إلى الغد، فهذا إنكار للحياة وللحب وللحرية، ومن أنكر محبة الحقيقة خسر نفسه، ومن بذل نفسه في سبيل المحبة “حفظها لحياة أبدية”(آية 25). فأنت ما أتيت إلى العالم إلا من أجل تلك الساعة (آية 27) ساعة إعلان المحبة في الحقيقة وهذه الساعة تبدأ بحمل نير الحب والموت في سبيله. الشهادة والتضحية والحب أيقونة حياة متكاملة. فالخوف ليس الكلمة الأخيرة من فصول التاريخ بل قدرة الحب المنتصر على كافة أشكال الخوف…
وبقدر ما تتذكر هذه الحقيقة وتحيا بها، بالقدر عينه ستحلّق كالنسر في فضاء الشهادة للمحبة حتى النفس الأخير.
فيا رب حررنا من الخوف والقلق والحسابات الضيقة، علمنا كيف نحيا بقدرة المحبة في الحقيقة. آمين.
–