ليس من الضروري أن يكون الإنسان كاثوليكيًا أو متدينًا ليكتشف ويميّز الصفات القيادية التي يتحلى بها البابا فرنسيس! بُعيد زيارته إلى الفلبين وقع نظر ويلسن لي فلورس من موقع The Philippine Star على كتاب “قُد بتواضع: 12 درسًا قياديًا من البابا فرنسيس” من كتابة جيفري كريمس وهو ليس كاثوليكيًا أبدًا بل هو يهوديًا وهذا ليس إلاّ تأكيد على أنّ البابا يطال كل الديانات ويؤثّر فيهم. ننشر في ما يلي ثمانية دروس يؤمن كريمس بأنّ البابا فرنسيس يقدّمها كقائد وقد أضاف ويلسن لي فلورس تعليقاته عليها وهي تساعد كل مسؤول أو قائد سياسي أو رجل أعمال لكي يفهم المعنى الحقيقي للقيادة.
التواصل مع الجميع: هذه واحدة من نقاط ضعف العديد من القياديين في مجال الأعمال أو السياسة فيركّزون تعاملهم على زبائن محددين ويتجاهلون الآخرين إنما البابا فرنسيس تواصل مع 1.2 مليار كاثوليكي وبروتستانتي ويهودي ومسلم وبوذي وغيرهم وباستطاعته أن يطال غيرهم أيضًا!
المخاطرة: يُحكى في الكتاب عن قصة تدور فرنسيس عندما كان شابًا وأصيب بالمرض فقررت الراهبة التي كانت تعتني به أن تزيد من جرعة المضادات الحيوية لأنها عرفت من التجربة السابقة أنه سيموت إن لم تزد له الجرعات وكان قد ذكر البابا هذه القصة مرة ليؤكّد بأنه لا يعيش من دون المخاطر. وما من عجب في ذلك إذ كلنا يعلم كم من المرات يتخطى التقاليد في أثناء زياراته الرسمية ليخاطر وينزل إلى الشوارع بين الحشود وهذا ما على القائد الحقيقي القيام به.
التجديد: يشدد كريمس في كتابه على فكر البابا: “لا تغيّروا بل جددوا!” كم من القادة يعانون من عدم التجديد وهم مقيدون بما اعتادوا عليه فيقعون في دوامة الروتين ومرات كثيرة الفشل وهذا كله خوفًا من التجديد!
الصبر: يشير كريمس إلى أنّ البابا فرنسيس يعي أنه توجد أمور كثيرة تحتاج إلى الوقت وتتطلب الوقت المناسب لكي تتنفّذ بكونه يتحلى بالحكمة ولا يخشى الإصلاح ويعرف الصبر.
الإنخراط: وهذا أمر مهم جدًا والبابا فرنسيس خير مثال على هذه الفضيلة فقد كسر كل الحدود تمنعه من الوصول إلى الآخر وكلنا يذكر عندما عيّن كاهنًا لكي يخرج من مكتبه وينزل إلى الشارع ليتحدّث إلى الناس ويبحث عن الفقراء.
الإصغاء إلى آراء مختلفة: إنّ واحدة من نقاط ضعف القادة الأنانيين أكان في السياسة أم في سوق العمل هي إحاطة أنفسهم بعدد من المتملقين الذين يسردون على مسامعهم الأخبار السارة والأفكار والآراء التي ترضيهم إنما البابا فرنسيس يتجنب أن يكون قائدًا إنعزاليًا من خلال البحث عن الأفكار والمعلومات من أناس مختلفين في العالم.
ضع الأهداف بعيدًا عن أنانيتك: لطالما نجد قادة يبحثون عن الأهداف التي تخدم مصالحهم الخاصة فحسب بينما بحسب ما كتب كريمس نجد أنّ في الانتخابات الباباوية في العام 2005 قام برغوليو بتشجيع كل مناصريه لكي يصوتوا لجوزف راتزينغر الذي أصبح البابا بندكتس السادس عشر.
كونوا السباقين على تطبيق أقوالكم: لطالما يسعى البابا فرنسيس لترجمة أقواله إلى أفعال فهو لم يشجع الكهنة على الانخراط مع الجميع فحسب بل كان القدوة أمامهم مؤكدًا بأنّ البابا هو أكثر فعالية عن طريق أفعاله.