كثيرا ما يتشكى الزوج والزوجة من تصرفات ابنتهما المراهقة، يجدونها منجذبة نحو موضة العصر كأنها مدمنة على بعض العادات الفاقعة، تتبرج بشكل مفرط، شعرها يوما لونه اصفر ويوما أخضر وتارة منكشا وطورا مزركشا، مع انها لم تتجاوز عمر ١٦ سنة…
وهناك من يجد صعوبة في التعامل مع ابنهم المراهق الذي تسحره صرعات العصر، ويشعر الاهل بأنهم في حالة من الإرباك والإحباط .
إذا، كيف عليهم التعامل مع هكذا حالات وظروف؟
١- إن التعامل الصحيح والتربوي مع فكرة الموضة في مرحلة المراهقة، يتطلب معيارين من التدخل : معيار الأمان والثاني معيار الحشمة.
– معيار الأمان: عندما نجد إبنتكما تسعى في تقليد أو نسخ تصرفات الفنانات اللاواتي يشكلن خطرا على حياتها ونموها النفسي والجسدي وبخاصة على جسدها، كمثل الوشم على نواح معينة من الجسم، أو وضع بعض “الحلي” في مناطق حساسة وخطرة Piercing (اللسان الحاجبان…) على الأهل التدخل الفوري في حسم المسألة، منبهين ابنتهم المراهقة من مخاطر تلك الآفات وتداعياتها الصحية التي تشوه الوجه والجسم معا.
– معيار الحشمة: لا يمكن ان تُقدم الحشمة للفتاة المراهقة على أنها مسألة محصورة في بعد ديني صرف، تدخّلكما يكمُن في حماية الفتاة من أفخاخ الإباحية، وإبعادها من مخاطر التحرشات الجنسية والمواقف الخطرة، علينا أن نفهمها ونعلّمها حقيقة كرامة الجسد.
٢- ولكن عندما يكون لباس المراهقة أو تبرجها خال من تلك المخاطر، على الأهل ألا يتعاملوا معها بطريقة إستفزازية أو ساخرة، بل بالحري عليهم أولا أن يشخصوا في فهم تلك الأفعال وأن يدركوا التالي:
٣- مرحلة المراهقة هي فترة البحث عن الهوية…
٤- تقليد الفنانين والابطال: هو بدافع التميز عن الآخرين فهي تسعى أن تمتلك شخصية خاصة مستقلة، وهذا ما يبرر طريقة تصرفاتها ولباسها إلخ…
٥- تريد لفت إنتباه الأصدقاء والأهل نحوها، لتقول لهم :” انا لست بعد صغيرة”.
٦- يبقى دور الأهل على صعيد تربية أولادهم المراهقين،أن ينموا في داخلهم الشعور بفهم الحرية الداخلية.
٧- فعليهم ألا يغيظوا أولادهم، لا بل أن يثقفوهم بألا يتحولوا الى أهدف رخيصة للفكر الإستهلاكي- المادي، وذلك في تنميتهم على الروح النقدية الصحيحة.
وبقدر ما نربي في الأولاد هذه الروح النقدية بالقدر عينه سيكتشفون رويدا رويدا حقيقتهم وهويتهم وشخصيتهم الحقيقية.
٨- ومن المفيد أن نلجأ الى إستعمال فن “المرح -المزح” لأنه يساعدنا بإرسال ما لدينا من رسائل توجيهية تعبر بطريقة سلسة عن وجهة نظرنا وموقفنا، لأن المراهق يرفض لغة الكارثة.
٩- أن نذكرهم باستمرار وبشكل يومي ودائم بالأهمية القصوى في ممارسة ثقافة المحبة داخل الأسرة، من عيش للأخوة والتعاضد ومساعدة الآخرين والمغفرة والسماح والكرم والتعاون والحوار، إنها قيم أساسية وحوافز بديهية تسهم في تكوين شخصية متزنة وصحيحة.
١٠- يبدأ احترام الذات من تربية مرافقة ومتفهمة وحاضنة، وتنقل للمراهقين التالي: أن بهجة الحياة تتطلب مسؤولية متبادلة، الحب منطلقها، ووسطها، ورأسها.
الله محبة.