فلسفة الوجه وتجلّي يسوع على جبل طابور … ما معنى طابور ؟ وما وجه المقارنة بين الوجه وفلسفته وبين التجلّي ، وما العلاقة بــ " الطابور " ؟

الحضارات الآشوريّة والبابليّة ، يرسمونَ الوجه دائمًا  “بروفايل” ، من جانب واحد . إذن الإنسان لديه ” جانبين – بروفايلين ” ؛ ويرسمون المَلكْ دائمًا  وجهه بروفايل ( جانب واحد ) . البروفايل هو ” الإتّجاه ” ، حيث يضع وجهه، نحو المستقبل  ، السهم الذي يشكّله الأنف نحو المستقبل .. !  .  وكانوا يرسمون الملك وأمامهُ ” أبيه ” ، وأمامَ أبيه يرسمونَ ” جدّه ” . إذن المستقبل هو خلفنا، والماضي هو أمامنا : هذا الفكر الآشوريّ والبابليّ . كيف ؟

Share this Entry

لإنّ أبي ؛ أعرفه ، مشى قُدّامي – أمامي ؛  وجَدّي مشى قـُــدّام أبي ، لكن أبني وحفيدي الذي سيأتي خلفي ، لا أعرفهُ . فهو إذن ليس بإتّجاه ” وجهي ” . الغرب يقولُ لنا : المستقبل أمامنا ، والماضي خلفنا ، لكن الشرق يقولُ العكس : المستقبل خلفنا ، والماضي أمامنا . فلسفة الوجه بين الغرب والشرق ، متعاكسةٌ تمامًا.

يقول الإنجيل عن يسوع قبل قيامته ، أنه تعرّض لحادثة مع ثلاثة من تلاميذه تسّمى ” التجلّي ” ،  ” إنّ وجهَ يسوع  تلألأ وصارَ كــ ” الشمس ” . نحنُ تعوّدنا أن نقرأ هذه الحادثة ، وإنها معجزةٌ كباقي معجزات يسوع ! كلا . هناكَ فلسفة وجه . وجه الله العميق في يسوع ، انكشفَ لثلاثة شهود . هذا الوجه النورانيّ المشعّ ، حاول بطرس أن يتملّكه فقال : يارب ، حسنٌ أن نبقى ها هُنا ، ونبني ثلاثَ مظال ، لكَ واحدة ، ولإيليا واحدة ، ولموسى واحدة …” . وجه الله لا نقدرُ أن نمتلكه ، لماذا ؟ وهنا قمّة اللاهوت العميق : قمّة الجبل . إيّهما جبل ؟ إنه جبل ” طبّور – طابور ” ، أي جبل ” السِرّة ” بالعبريّ . السرّة التي تربطنا بأمّنا ، والسِرّة التي تربطنا بالله . في هذه المنطقة التي تربطنا بالله ، ينكشفُ وجه الله من خلال وجه الإنسان يسوع . وجهه يكشف الله ، لكني  لا استطيع أن أتملّكه وأستحوذ عليه ، لإنه أيضا : سريع العطب ، لإنّ يسوع يقول : سأموت ! . هذا الصراع العميق الموجود في الإنجيل ، نحنُ بحاجة ٍ لفَهمه ، لإنّ كلّ المسيحيّة تتجلّى في وجه يسوع . يسوع كاشف وجه الله العميق .  يا رب لا تحجُب وجهكَ عنّي . كلّ وجه ، فيه سرّ الأبديّة ( كلّ وجه إنسان ) . على صورة الله ومثاله خلقنا الله ، فالله خلقَ الإنسان فيه سرّ . الوجه هو نقطة الإلتقاء بين البشر ، وبيننا وبين الله .

Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير