في زيارته الى جامع الأقصى ولقائه مع المفتي ألقى البابا كلمة شكر فيها المفتي على دعوته للقائه في هذا المكان المقدس، وأشار فرنسيس أنه وعلى خطى أسلافه وبشكل خاص الزيارة التاريخية التي قام بها بولس السادس منذ 50 سنة، وهي الزيارة الأولى لبابا الى الأراضي المقدسة، أراد أن يزور كحاج كل الأماكن التي شهدت على وجود يسوع على هذه الأرض وأضاف: “ولكن حجي لم يكن ليكتمل إن لم يشمل أيضًا لقاءات مع الشعب والجماعات التي تعيش في هذه الأرض، وأنا سعيد للغاية بأن أكون معكم أيها الأصدقاء الأعزاء.”
“في هذه الأوقات أفكر بإبراهيم الذي عاش كحاج في هذه الأراضي. يرى فيه كل من اليهود والمسلمين والمسيحيين، ولو بطرق مختلفة، ابا في الإيمان ومثالا عظيمًا يحتذى به. أصبح حاجًّا تاركًا بيته وشعبه ليدخل في تلك المغامرة الروحية التي دعاه اليها الله.” تابع فرنسيس أن الحاج هو الشخص الذي يجعل من نفسه فقيرًا ويسير نحو وجهة معينة ويعيش بحسب الوعد الذي تلقاه، هكذا عاش ابراهيم وهكذا على موقفنا الروحي أن يكون.
كذلك شدد الحبر الأعظم أنه لا يمكننا أبدًا أن نفكر بأننا مكتفين ذاتيًّا وأننا أسياد حياتنا فأمام عظمة الله نحن جميعًا فقراء. علينا أن نعي بأنه يجب علينا أن نكون حاضرين دائما لنخرج من أنفسنا، وننصاع الى دعوة الله وننفتح على المستقبل الذي يريد أن يخلقه لنا. “لسنا بمفردنا في حجنا الأرضي، فنحن نسير مع إخوتنا وأخواتنا، وهذا هو إجتماعنا اليوم الذي أنا ممتن له كثيرًا، إننا نختبر حوارًا أخويًّا سيمنحنا القوة لمواجهة التحديات المشتركة أمامنا.”
تابع البابا كلمته قائلا أن الله يستدعينا كلنا الى البر ونحن كلنا نريد أن نشهد على عمل الله في العالم و”نحن في هذا اللقاء نحمل تطلعات العمل من اجل السلام والعدل: أيها الأصدقاء الأعزاء، من هذا المكان المقدس أبعث بنداء قلبي الى كل الشعوب وكل الجماعات التي تنظر الى ابراهيم: فلنحترم ونحب بعضنا البعض كإخوة وأخوات! فلنتعلم فهم معاناة الآخرين! فلنتوقف عن استخدام اسم الله من أجل العنف! فلنعمل معًا من أجل العدالة والسلام!”