ولكن هل هذا كل ما في (القبلة)؟؟؟؟
أن في الأمر ما هو أكثر من مجرد عوامل فيزيائية… يتحدث الإكليريكي جيريمي في مقال مقتضب له عن ما يمكن أن نسميه ( لاهوت القبلة). فهذا التعبير الجسدي الذي يُستخف به و أصبح في زمننا سلعة تجارية لتسويق ما هو دون الإنسان قيمة، له أبعاد روحية رائعة تقرّب الإنسان من الله.
في سفر التكوين نفخ الله الروح في الإنسان، وفي العنصرة ظهر يسوع لتلاميذه في العلية ونفخ الروح القدس فيهم. فمن خلال “قبلة “: أعطانا الله الحياة… أعطانا روحه…من خلال هذه “القبلة المقدسة” هو الرب يغدق على الإنسان المواهب الروحية الأثمن: الحياة، والروح القدس الذي يوّحدنا به.
هناك عدد قليل من الأشياء في الحياة التي نحن حقا لا يمكن ان نعيش بدونها: الأساسي منها الغذاء والماء والهواء. وقد يتمكن الإنسان أن يعيش لعدة أسابيع دون طعام، و يجوز أن يجاهد لأيام محدودة من دون ماء، و لكن لا يمكن للجسم البشري البقاء على قيد الحياة سوى دقائق معدودة دون هواء، أما دون نَفَس الله لا يمكن لأي إنسان أن يستمر بالحياة و لو للحظة. قبلة الله هو جوهر وجودنا وتكشف لنا معنى حياتنا: أن نتحد به في كل لحظة إتحاداً أعمق من خلال الحب.
وفي القبلة يتشارك المتحابين الهواء الذي يجلب الحياة للجسد: يهديها الواحد للآخر… و لكن أيضاً في القبلة يتشاركان الروح القدس، الله نفسه….
في هذا التعبير من المودة الحميمة يشارك الإنسان في فعل مقدس من قلب الثالوث الأقدس من خلال مشاطرة هذا النَفَس مع الآخر… كل هذا ينتج اتحادا مع الله والآخر.
هذه هي أبعاد القبلة التي يُتهم المؤمنون الملتزمون، بالتعقيد، عندما يرفضون “توزيعها” جُزافاً … عندما يضعونها تحت حراسة مشددة، ولا يشاركونها بإستخفاف!!!
القبلة هي عمل مقدس و عندما لا تكون تعبيراً يشترك فيه الإنسان في محبة الله مع الآخر تصبح نوعاً من التدنيس لهدية نقية ومقدسة ممنوحة لنا من قبل الله.
في ليل ما، كانت القبلة المفتقرة لحب الله والممتلئة من حب الذات ، قبلة يهوذا :رمزاً لخيانة آتية أثمرت موتا؛فيما بددت قبلة الحب برد هذا الليل لأنها أعطت الروح القدس و أثمرت حياة… ويبقى للإنسان الخيار أيهما يلتحف برد خيانة الذات و الآخر أم دفء الحب تحت أنوار الرب؟؟؟