المستحيل الضروري!

تعليق على قراءات القداس الإلهي بحسب الطقس اللاتيني

Share this Entry

“المستحيل الضروري”، بهاتين الكلمتين يلخص رجل عظيم من القرن الماضي طبيعة العيش المسيحي. فهو مستحيل لأنه يتجاوز قدراتنا. وهو ضروري، الضروري الأوحد، لأنه من دون أفق كلمة الحياة، لا تتلفظ حياتنا إلا بصمت فارغ.

إنها لمفارقة، ولكن “ما من مستحيل لدى الله”. قراءات اليوم تضعنا أمام وقفتين هامتين في المغامرة المسيحية: التمييز وخبرة النعمة.

فالدعوة إلى الحساب، إلى التدقيق المسبق، إلى فحص القدرات تقول لنا: رغم أن دعوة الإيمان تتطلب التجرد، إلا أن ذلك لا يعني التجرد عن العقل السليم! فالتمييز والاعتدال هي فضائل الناجحين.

ولكن مرحلة الحساب تجعلنا نكتشف أن هناك غَمْرٌ يفصل قدراتنا عما يجب أن نحققه – 10 آلاف ضد 20 الفًا! – وهذا، عوض أن يقودنا إلى اليأس يجب أن يقودنا إلى الرجاء وإلى خبرة النعمة. وهنا يمزق يسوع المسيح حجاب الحسابات البشرية بقوة قيامته. بشرى قراءات اليوم تدعونا إلى أن “نهتم بخلاصنا بخوف ورعدة”، ولكن في القوت عينه تذكرنا بأن “الله هو الذي يولّد فينا الإرادة والعمل بحسب مشروع حبه”. أي أنه يدعونا لكي نعيش بوعي أن “الرب نوري وخلاصي وحصن حياتي”.

فلتضحِ الحاجة صلاةً، لأن وحده الله يستطيع أن يجعل المستحيل ممكنًا: “اهدني عندما أبدأ، وجهني بينما أعمل، احملني إلى الختام، لأنك إله حق وإنسان حق وأنت تحيا وتملك إلى الأبد. آمين”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير