في طريق عودته من مانيلا الى روما خصص البابا فرنسيس أكثر من ساعة للإجابة عن أسئلة الصحافيين متحدثًا عن الفساد داخل الكنيسة والحكومات، والحاجة الى توخي الحذر في حرية التعبير، الى جانب موقف الكنيسة من التحكم بعدد الولادات، كما وتحدث عن رحلاته المرتقبة الى الولايات المتحدة والى أميركا اللاتينية وأفريقيا…كذلك سلط فرنسيس الضوء على ندائه الى القادة المسلمين كي يدينوا العنف باسم الإسلام.
في البداية، وبحسب ما نشره موقع إذاعة الفاتيكان، توجه الأب لومباردي بكلمة الى الحبر الأعظم رحب من خلالها به على متن الرحلة سائلا إياه إن أراد قول أي شيء قبل بدء المؤتمر الصحافي فما كان من فرنسيس إلا أن تمنى يومًا سعيدًا للجميع وشكرهم على جهودهم. من ثم بدأت سلسلة الأسئلة تتوالى واستهلت مع صحافي من الفلبين الذي شكر البابا على زيارته لبلده وقال له أن الفلبين قد تعلمت كثيرًا من الإصغاء الى رسالته ولكن هل تعلم الأب الأقدس شيئًا من الفلبين يريد أن يشاركنا به؟ فأجاب البابا أنه أحب اللفتات النابعة من القلب ورأى أن كل شيء موجود في تلك البلاد: الإيمان والمحبة، والعائلة وأكثر ما لفت انتباهه هي حركات أشار به الأهالي على طول طريق البابا الى أبنائهم كي يباركهم وكأنهم يقولون له هذا هو كنزي، هذا ما يستحق ان أعمل من أجله…تحدث البابا أيضًا عن إعجابه بقدرة هذا الشعب على الفرح والاحتفال حتى تحت المطر فهم احتفظوا بالبسمة دائمًا على الرغم من جميع آلامهم. وصف البابا شعب الفلبين بالشعب الذي يعاني ولكنه يستطيع أن ينهض.
الى جانب ذلك، وبحسب الموقع عينه، سئل البابا فرنسيس الى كان سيزور بلدان افريقيا التي ترزح تحت وطأة الفقر والحروب…فأجاب أن برنامج هذا العام يضم ذهابه الى افريقيا الوسطى وأوغندا ولكن في نهاية العام بسبب سوء الأحوال الجوية وقد تأجلت الرحلة في الأساس بسبب مرض الإيبولا.
أما السؤال الثالث فكان عن حالات الفقر التي شوهدت على طرقات سريلانكا، فأجاب أن رسالة الكنيسة اليوم هي الفقراء، فقراء هذه الثقافة المهيمنة اليوم فالعالم يرمي بالناس لا بالنفايات فقط، والناس يضطهدون ولا أحد يتكلم وبات الموضوع طبيعيًّا بالنسبة الى البعض، وهنا دور الكنيسة التي يجب عليها أن تعطي مثالا للآخرين وذلك يبدأ من رفض كل الدنيوية. وتساءل الحبر الأعظم إن كان كل الكهنة والأساقفة يعيشون هذا الرفض فهذه هي طريق يسوع. في هذا السياق عاد البابا وسلط الضوء على أن الكنيسة ليست منظمة غير حكومية ولكن حين يتعلق جزءًا منها بالدنيوية تصبح كذلك. تابع البابا شارحًا أننا كمسيحيين نتسبب أحيانًا بالفضائح لأن طريق يسوع صعب علينا، وتهميش الفقراء هذا هو إرهاب أيضًا.