وتحدث البابا عن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني وقال إن آباء المجمع شاؤوا أن يعلنوا على البشرية كلها يسوع المسيح، نور العالم. واليوم ومع بداية الألف الثالث تجد البشرية نفسها أمام تحد جديد وهو العولمة. وتنبع اليوم الحاجة الملحة إلى قيام نظام سياسي واقتصادي عالمي، يترافق مع نظام روحي ـ ثقافي يقربنا من الله ويساعدنا على أن نجد الربّ فيما بيننا. فالإنسانية تعجز عن تحقيق العدالة والسلام بعيدا عن وجه الله الذي نراه مضجعاً في مذود بيت لحم ومعلقاً على الصليب.
وذكر البابا المؤمنين بالرسالتين اللتين وجههما آباء المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني إلى الحكام ورجال الفكر والعلم، وتابع يقول: أريد أن أوجه بدوري رسالة ثالثة إلى قادة الأديان غير المسيحية. وتتجلى في هذه الفئات الثلاث أبعاد الإنسانية المعاصرة: البعد السياسي، العلمي والروحي.
لقد حث آباء المجمع الفاتيكاني الحكام على أن يكونوا بناة سلام بين البشر، وناشد رجال العلم البحث بلا كلل عن الحقيقة. وكيف يسعنا ألا نتوجه أيضاً إلى القادة الروحيين كيما يضطلعوا بدور ريادي في تنمية الإنسان.
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، قال البابا، لنوجه أنظارنا اليوم إلى صورة المجوس الثلاثة الساجدين أمام الطفل الإلهي. تذكر هذه الصورة الكنيسة برسالتها الرئيسة وهي إعلان المسيح على جميع الشعوب. ولتساعدنا العذراء مريم والدة الكلمة المتجسد على أن نكون تلامذة لابنها، نور الأمم. وختم البابا عظته قائلاً: لا تخافوا من نور المسيح! فنوره هو تألق الحقيقة! يا شعوب الأرض كلها دعوا محبة المسيح تكتنفكم، وهكذا تجدوا الطريق المؤدية نحو السلام