وقال قداسته: ” لا يمكننا أن نتغاضى عن وضع ملايين الاشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، الذين يحتاجون الى الماء والطعام والى سقف يحميهم.” وأضاف ” إن آفة الجوع، التي تزداد سوءاً، لا يمكن قبولها في عالم يملك الخيور والمعرفة والوسائل لوضع حد لها”.
“تدفعنا هذه الآفة الى تغيير نمط حياتنا، وتحوّل أنظارنا الى ضرورة محو اسباب الخلل في الاقتصاد العالمي ولتصحيح أنظمة النمو التي تبدو غير قادرة على ضمان الاحترام للبيئة والتنمية البشرية المتكامل في الوقت الآني، وبخاصة في المستقبل”.
ثم دعى أسقف روما ” مسؤولي الأمم الغنية ليقوموا بما يلزم كي تستطيع البلدان الفقيرة، الغنية غالباً بالموارد الطبيعية، أن تستفيد من ثمار خيراتها على افضل وجه”.
أما سبب القلق الثاني لدى الحبر الأعظم، على الساحة الدولية، فيكمن في صعوبات المفاوضات حول عدم التسلح، وخاصة ” يتعلق بانتشار الأسلحة التقليدية وأسلحة الدمار الشامل ” وأضاف أنه ” من الضروري أيضاً إعطاء الأهمية الى قضايا الأمن التي تدهورت بسبب الإرهاب، الذي تجب إدانته بشدّة”.
أما فيما يتعلق بالأزمات الإنسانية،فقال الباب: ” نلاحظ بأن المنظمات التي تعمل على مواجهتا تحتاج الى دعم أكبر، لتستطيع أن تقدم الحماية والعناية للضحايا”.
ولم ينس قداسته مسألة الهجرة، مذكراً بملايين النساء والأطفال المجبرين على “ترك منازلهم وأوطانهم بسبب العنف، أو بحثاً عن أوضاع معيشية أفضل”. وقال بأنه ” من غير الممكن إيقاف حركة الهجرة فقط بالقوة”. ولذلك على السلطات المعنية أن تواجه “الهجرة والمشاكل الناجمة عنها، بإنسانية وعدل ورحمة”.
وندد البابا أخيراً بـ ” الإعتداءات المتتالية على الحياة، منذ لحظتها الأولى وحتى الموت الطبيعي” مشيراً الى أن هذه ” الاعتداءات لا تحترم حتى تلك البلدان التي فيها ثقافة احترام الحياة هي من التقاليد، كما في إفريقيا، حيث يسعى البعض الى السماح بالإجهاض، من خلال بروتوكول مابوتو، ومن خلال خطة العمل التي تبنّتها وزارات الصحة في الاتحاد الفريقي، والتي ستُعرض قريباً خلال قمة رؤساء الدول والحكومات”.
“وفي الوقت عينه، تنمو التهديدات التي تواجهها الاسس الطبيعية للعائلة، المبنية على الزواج بين الرجل والمرأة، والمحاولات لزعزعتها من خلال وضعها على مستوى الاتحادات المختلفة جذرياً. كل هذا يؤثر سلباً على العائلة ويساهم في زعزعة استقرارها، مغتصباً خصوصياتها ودورها الاجتماعي الفريد”.
وأخيراً تحث البابا عن ” أشكال أخرى من التعدي على الحياة، تختبىء تحت أجنحة الأبحاث العلمية. بات من الشائع بأن البحث العلمي لا يحتاج الى قوانين خارج قوانينه الخاصة، ولا حدود لإمكانياته. مثال على ذلك، محاولات جعل الاستنساخ البشري شرعياً لأهداف فرضية وطبية”.