زيارة غبطة البطريرك الى المملكة الأردنية الهاشمية اليوم الرابع

الأردن، الاثنين 12 مارس 2012 (ZENIT.org). – أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، انه لمس من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حرصه على ألا يكون في المنطقة أي لجوء للعنف، وتشجيعه الدائم للعمل الجدي للوصول الى التسويات السياسية عن طريق الحوار في كل الاوطان. كلام غبطته جاء عقب اللقاء الذي جمعه بالملك الأردني قبل ظهر يوم الأحد 11 آذار 2012، في الديوان الملكي في منطقة الحمر في عمان، والذي بدأ بخلوة بينهما سبقت الإجتماع الذي إنضم إليه الوفد المرافق.
وبعد اللقاء قال غبطة البطريرك : “هذا شرف كبير لي أن أختم زيارتي الى الأردن بلقاء مع صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني الذي أتمنى له كل الخير، وهذه الزيارة كانت لشكره على إهتمامه بالاردن ككل ولكني إعبّر له عن تقديرنا لحكمته ودرايته وقد رأينا بأم العين العمران والتقدم على كل المستويات ومنها مستوى التعددية في الاردن والحياة المسيحية – الإسلامية وبخاصة أن المملكة كرمتنا بأرض ارتفعت عليها كنيسة مار شربل وكرّمنا جلالته بأرض لبناء كنيسة مار مارون على المغطس والبارحة وضعنا حجر الاساس”. وتابع: “هناك علاقات صداقة كبيرة بين لبنان والأردن وبين الملك الحسين رحمه الله مع البطريركية المارونية وقد عبرت للعاهل الأردني عن محبتنا للأردن من جهة ولشخصه الذي يرعى الجميع بمحبته، فعندما نلتقي به نلتقي بالرجل الواعي والحكيم صاحب الرؤية البعيدة، نحن نقدر هذا البلد الذي يحترم كل الكنائس والمسيحيين بكل قوانينهم وشؤونهم وما فعله جلالته بتقديمه أراض لكي تبنى عليها الكنائس من مختلف المذاهب على المغطس هو قمة في احترام الاديان. وقد رأينا هذا المنظر الرائع وقلت انه هذا هو الحوار المسيحي -الاسلامي المجسد على الارض وليس حوار الورق والمؤتمرات ومن الارض يمكننا الانطلاق للتحدث عن الحوار الحقيقي وأعود من زيارتي للاردن بكثير من التقدير للمسنا واقع العيش الحقيقي في العالم العربي. وهذا ما يساعدنا على اتّخاذ الاردن مثالاً لترقّي شعوبنا الى الأمام”.
وختم غبطته: “لقد لمست من جلالته همه الكبير بأن لا يكون في المنطقة أي لجوء للعنف وهمه أن نصل بالحوار الى التسويات السياسية في كل الاوطان”.
 
وكان البطريرك الراعي قد زار صباحاً مسجد الملك الحسين يرافقه المطران بولس الصياح، الخورأسقف جورج شيحان، مدير مركز التعايش الديني في الأردن الأب نبيل حداد، المحامي وليد غياض، ممثل عن المملكة الاردنية عقل بلتاجي، السفير اللبناني في الاردن شربل عون، وزير السياحة الاردنية نايف الفايز. وكان في استقباله وزير الاوقاف وشؤون المقدسات الاسلامية عبد السلام عبادي، ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية القاضي الشيخ عبد الله العبادي.
ودون البطريرك الراعي في سجل المسجد كلمة جاء فيها: “بروح الشركة والمحبة أقوم بزيارة مسجد الملك الحسين بن طلال مع وفد من البطريركية المارونية من بكركي – لبنان، هي زيارة لتأكيد الآخاء والتعاون بين المسيحيين والمسلمين وبخاصة بين الكنيسة المارونية والمملكة الهاشمية، صلاتنا عن نفس المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال وصلاتنا ودعاؤنا من اجل جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم أطال الله بعمره وكلل أيامه ومساعيه بالنجاح لخير المملكة والشعب الأردني النبيل راجياً من الله دوام السلام والخير”.
وقد أعرب وزير الأوقاف الأردني عن اعتزازه بزيارة البطريرك الماروني “التي تعبر عن العلاقة الوطيدة بين الاسلام والمسيحيين بصفة عامة، وعلاقة خاصة مع الطائفة المارونية على مستوى المملكة، وهذا يؤكد أن العلاقات عميقة ووثيقة ونتطلع الى المزيد من التعاون في ما يحقق خير الانسانية ويقيم في ديارنا سلاماً أساسه العدل واحترام حقوق الشعب”.
بدوره رأى القاضي عبد الله العبادي أن زيارة الراعي “توجت العلاقة اللبنانية – الأردنية والتسامح الديني في الاسلام وهذا دليل على زيارة البطريرك لمسجد الملك الحسين رحمه الله وهي تاريخية ونعتز بها، فرسول الله استقبل وفد نجران في مسجده وهذه الزيارة تؤكد التعايش الاسلامي – المسيحي والانفتاح على الديانات دين الوسطية ودين الاعتدال وهي خير مثال على احترام الآخر ونبذ العنف والتسامح بين الاديان”.
ولبى عبطته مع الوفد المرافق دعوة إلى فطور أعدته هيئة تنشيط السياحة في حضور وزراء الخارجية والسياحة والاوقاف وشؤون المقدسات الاسلامية، السفير البابوي وأعيان من مجلس الاعيان إضافة الى عدد من النواب وأمناء ومدراء عامين من عدد من الوزارات.
وللمناسبة ألقى  صاحب الغبطة كلمة جاء فيها: “يسرني ونحن على مشارف ختام زيارتنا الرعوية للمملكة الهاشمية وقبل لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني ان ألبي دعوة هيئة تنشيط السياحة وأقوم بزيارة مسجد الملك الحسين، ان هذا المسجد المميز في جماله العمراني وجوه الروحي يذكرنا بدور الاديان عامة والاسلام والمسيحية خاصة في السعي من اجل الرقي الانساني والتقدم الحضاري وبناء ثقافة الانفتاح على الآخر والتضامن بين البشر من اجل تعزيز الكرامة البشرية وتحقيق الخير العام بهدي من المشيئة الالهية وقد عاينا بأنفسنا في اليومين الاخيرين من خلال زيارة المواقع الاثرية في أم الرصاص وجبل نابو ونهر الاردن مكان معمودية السيد يسوع المسيح، كيف تتلاقى هذه المعالم لتشكل الجذور التاريخية لهذا الجو الثقافي والحضاري الذي تتمتع به الاردن حيث تنسجم عبر التاريخ والحاضر، ولا شك في المستقبل ايضا ان شاء الله القيم المسيحية وال
اسلامية لتكون الهوية الخاصة لهذا البلد العزيز جاعلة منه نموذجا في العيش معا واحترام الانسان وحقوقه وتعزيز كرامته، واننا نفتخر بان تساهم الكنيسة المارونية في هذه المسيرة عبر حضورها الرعوي في عمان ووضع حجر الاساس لكنيسة مار مارون في موقع المغطس”.
وتابع: “لا يقتصر هذا الإسهام الحضاري المميز على العمران وحسب يهمنا ان نؤكد على الدور الريادي لهذا البلد العزيز في الإسهام في توضيح صورة الاسلام النيرة ووضع حد لكل استغلال للدين لتبرير التطرف والعنف ضد الآخر كما عبرت رسالة عمان الشهيرة الصادرة في شهر رمضان المبارك تشرين الثاني 2004 قائلة: لا يمكن لانسان أنار الله قلبه ان يكون مغاليا متطرفا، ولا بد لنا ايضا ان نؤكد على أهمية المبادرات العديدة الصادرة عن المملكة الهاشمية في مجالات الحوار بين الاديان والتضامن على الخير والسلام فمنها مبادرة اسبوع الوئام العالمي بين الاديان التي تبنتها الجمعية العامة للامم المتحدة في شهر تشرين الاول 2010 بناء على اقتراح جلالة الملك عبد الله ولا يسعنا الا ان نشيد بما قام بين المملكة والكرسي الرسولي من حوارات أغنت العيش الواحد بين المسيحية والاسلام في المملكة وسواها. ان الكنيسة المارونية تؤمن بان الحوار بين الاديان هو السبيل الصحيح والضروري لتعزيز التفاهم بين الشعوب والوحدة والشركة بين ابناء المجتمع الواحد. فالسلام لا يولد لا من القهر ولا من العنف بل يأتي ثمرة الحوار المسؤول بين جميع مكونات الوطن بهدف تطوير الانظمة وضمان الحقوق الفردية والجماعية وتأمين الخير العام بعيدا عن الحسابات الفئوية والمصالح الانانية، لهذا نطبق تعليم السيد المسيح الذي يقول طوبا لصانعي السلام فانهم ابناء الله يرعون”.
وختم البطريرك الراعي بالقول: “من هذه الارض المباركة التي زارها باباوات الكنيسة وفي هذه الايام الدقيقة والعصيبة التي تمر بها منطقتنا أود إطلاق نداء لجميع المؤمنين من كل الاديان وذوي الارادات الصالحة في اوطاننا العربية انطلاقا من خبرتي الاردن النموذج ولبنان الرسالة، بان نعمل معا لكي يتوقف العنف بكل أشكاله ونقف معا حصنا منيعا في وجه كل تطرف ديني ونشرع أبواب قلوبنا وعقولنا للحوار من اجل بناء مستقبل دولنا معا، وتوحيد السلام والامان في مجتمعاتنا وتحقيق الاستقرار المبني على احترام الحريات الفردية والخصوصيات الثقافية وقبول التعددية الدينية، وبذلك نكون فعلا أمنا لإيماننا وللمشيئة الالهية، علينا ان نكون في هذا الشرق شهودا حقيقيين للسلام”.
 
واعتبر نايف الفايز أن “هذه الزيارة تاريخية وهي تعبر عن المحبة ما بين الاردنيين واللبنانيين، فزيارة البطريرك الى المواقف الكنسية ولقاءاته مع رجال الدين المسلمين وزيارته الى مسجد الملك الحسين والى موقع المغطس ووضع حجر الاساس للكنيسة تعبر عن اهمية المواقع الدينية التي هي مواقع حج وغبطته يسلط الاضواء على هذه المواقع الهامة”.  وختم: “اللبنانيون هم اهل البيت ووسط البيت كما نقول في لغتنا”.
 
بدوره قال وزير الخارجية الاردني ناصر الجودي: “نحن سعيدون لزيارة البطريرك والعلاقة بين الاردن ولبنان اولا وبين الكنيسة المارونية والمملكة علاقة قديمة وعريقة وانا سعيد بهذه الزيارة الشاملة للمواقع الدينية والاثرية فلها طابع ثقافي بلقاء الكثير من الفاعليات هنا في الاردن، وبعدها لقاء جلالة الملك هذه الخطوة مشجعة جدا ونحن سررنا لوضع غبطته حجر الاساس لكنيسة مار مارون وهذه الخطوة تساعد دائما في تنمية وتعزيز التفاهم المشترك وتنمية علاقات المستقبل”.
 
ثم كانت كلمة للاب نبيل حداد قال فيها: “ان هذه البلاد المتكئة على امتدادات القداسة وجغرافيتها اسمها فيلادلفيا اي مدينة الحب الاخوي فهذا الشهر هو شهر آذار وفيه عيد الام وعيد البشارة بمار بشارة الراعي بطريرك الشركة والمحبة نجتني في وجهه المشرقي موقفا صادقا وصوتا واثقا فسلام عليك لانك عملت من اجل وحدة لبنان الحبيب والمشرق كله وحملت رسالة مجد لبنان الذي اعطي لك”.

Share this Entry

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير