أبوّة دنيويّة وأبوّة روحيّة

مثل والد لوسيا، الرائية في فاطيما

Share this Entry

للأب ماريو بيتّي
روما، الخميس 15 مارس 2012 (ZENIT.org). – يستحق أهل الرعاة اهتماما خاصاً في إطار التاريخ الروحي في فاطيما، لأنه مشاركون في قضيّة تخطت منذ البدء كل التخيلات المعقولة.
قدمت لنا  لوسيا في مذكرتها الخامسة صورة لوالدها لا تنسى، أعدتها بذاتها في الكبر، أي عام 1989، وذلك بهدف إزالة العديد من الظلال التي قد تسبب بتشويه صورته كزوج وأب مثالي.
تظهر لنا المذكرتين  الأخيرتين  للأخت لوسيا، والتي تتعلق بمفهوم الأهل، مدى روعة الإيمان البسيط والشفاف، الفوريّ، المتجذر في الحياة اليوميّة. وهي دليل على المشاركة الحقيقيّة بين  الروح والحياة والتي تجمع القلوب في ذلك العالم الفقير والأساسي، مكوّن من العمل والمشاعر الصادقة، المستنير والمدعوم من النعمة والأمل المسيحي، والمتضامن مع دراما وقصص الآخرين.   
أيها الآباء الأعزاء، إننا نود اليوم، أكثر من أي وقت مضى، النظر إلى شخصكم غير العاديّ  وإلى وجودكم الذي يملأ بيوتنا حب وضياء. ونرغب بالإستماع إلى كلامكم المقاس ولومكم الأبويّ، وبالبقاء تحت نظركم القاسي والحنون، والذي قد يلهمنا بعض الخوف المقدس مع أنه يغرس الثقة في قلوبنا.
إننا نحتاج إلى أيمانكم، المتجسد بالعمل المتعب وبخيبات الأمل في الحياة، والمدعومة بالثقة بالله اللامتزعزعة. ونحتاج إلى قوتكم وضعفكم، إلى وفائكم وتفانيكم من أجل منازلكم. ونحتاج أيضا إلى سلامكم، ومثابرتكم، وإلى روحكم المرحة وحكمتكم.
إن الأبوّة ليست أمرًا مرتجلاً: بل هي بحاجة إلى تعليم القلب والعقل، كأي واقع إنسانيّ ومسيحيّ أصيل، هي بحاجة للتواضع، العزم، النظرة الإيجابيّة في الحياة والإتكال الكامل على العناية الإلهيّة، والتفاني التام للقديس يوسف، والد المسيح بالتبني.
وأنتم أيضا، آباء الأجيال الجديدة في عصر “قران الأمر الواقع”، احذروا أولئك الذين يعملون بجهد لتحطيم العائلة وتشويه كل قيمها بشكل دائم، فالله يوكلكم بنسائكم ومنازلكم.
ومازال وسيظلّ دوما متكلا ومعتمدا عليكم.    
*** نقلته إلى العربيّة م.ي.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير