بكركي، الاثنين 26 مارس 2012 (ZENIT.org). – تلبية لدعوة صاحب الغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى في مناسبة عيد سيدة البشارة وإنقضاء سنة على توليته، عقد أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة رؤساء الطوائف اللبنانية الإسلامية والمسيحية لقاءً روحياً في الكرسي البطريركي في بكركي، تم خلاله البحث في المستجدات و استعراض الأوضاع التي يمر بها لبنان و المنطقة، وسبل معالجة تردداتها. وقد شارك في هذا اللقاء كل من: غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة، سماحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، سماحة الامام الشيخ عبد الامير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، سماحة الشيخ نعيم حسن شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز، غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، سماحة الشيخ أسد عاصي رئيس المجلس الاسلامي العلوي، غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الانطاكي، واصحاب السيادة: المطران بولس دحدح مطران اللاتين في لبنان، المطران كيغام ختشريان ممثل قداسة الكاثوليكوس آرام الاول كاثوليكوس الارمن الاورثوذكس لبيت كيليكيا، المطران دانيال كوريّة مطران بيروت للسريان الاورثوذكس، المطران جان تيروز ممثلاً غبطة البطريرك نرسيس بيدروس التاسع عشر كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للارمن الكاثوليك، الارشمندريت الكسي مفرّج ممثلاً سيادة المتروبوليت الياس عودة مطران بيروت للروم الاورثوذكس، الاب رويس الاورشليمي ممثل كنيسة الاقباط الاورثوذكس، القس رياض جرجور ممثلا رئيس المجمع الأعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس سليم صهيوني وأعضاء اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي – المسيحي.
في بدء اللقاء أعرب المجتمعون عن أسفهم الشديد لوفاة البابا شنودة الثالث، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي يعتبر من الشخصيات الإستثنائية التي تميزت حياتها بنضال طويل من أجل تعزيز العيش الواحد الإسلامي المسيحي، والإلتزام بالقضايا الإنسانية وقضايا الوطن العربي، وفي مقدّمها القضية الفلسطينية. وتقدموا بأحرّ التعازي من مصر ومن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سائلين الله أن يمنّ عليها ببطريرك جديد يكون خير خلف لخير سلف.
وتوجه المجتمعون بالتعزية من سوريا و من طائفة الموحدين الدروز بوفاة سماحة شيخ عقل الموحّدين الدروز في سوريا الشيخ احمد سلمان الهَجَري رجل الحكمة والحوار سائلين العزيز القدير ان يتغمده بالرحمة .
و توقف المجتمعون عند التحولات التي شهدتها المنطقة وأدخلتها مرحلة تاريخية جديدة، أدت إلى سقوط أنظمة سياسية عدة. وأكّدوا على حق الشعوب في خياراتها، لكنهم أعربوا عن خشيتهم مما قد يحصل إذا ما طال الوقت في البحث عن الطريق السليم لإرساء دولة القانون والعدالة والمساواة في المواطنة في تلك المجتمعات. وأملوا أن تتماسك الأسرة العربية بالمحبة والوحدة والتضامن والتنوّع، أمام تحديات العولمة، وما يتهدد المنطقة من مخاطر ومخططات، فتستعيد مكانتها ودورها في الأسرة الدولية.
توقف الحاضرون عند المشهد السوري، و أعربوا عن شجبهم للعنف المتمادي وعن حزنهم الشديد على الضحايا التي تسقط كل يوم. وهم يبتهلون الى الله أن يحفظ أمن سوريا و وحدتها وسلامتها ويحقن دماء أبنائها.
وأعرب المجتمعون عن أسفهم العميق لاستمرار دوامة العنف والتفجيرات المتكررة في العراق، والتي تسقط العديد من الضحايا البريئة، وأملوا أن يستعيد هذا البلد الشقيق وحدته الداخلية في تنوعه، ويقوم بدوره الحضاري ضمن الأسرتين العربية والدولية.
و استنكر المجتمعون ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من ظلم واعتداءات مستمرة على الارواح والمقدّسات و الممتلكات وطالبوا المجتمع الدولي بانهاء الاحتلال الاسرائيلي و الاعتراف بدولة فلسطين و عاصمتها القدس و تطبيق كافة القرارات الدولية و لاسيما حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم.
تباحث المجتمعون الوضع الداخلي اللبناني، مشددين على تحصين الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وصونها من أي تأثير للأحداث في المنطقة على خصوصية لبنان، ونبذ التفرقة والفتنة، مؤكدين على خيار اللبنانيين الأساسي أن يكونوا معاً في كيان ارتضوه وطناً نهائياً مستقلاً موحداً. و آسفوا لحال التفسخ السياسي الذي يصيب الساحة الداخلية، و أكدوا أن لبنان لا يستطيع مواجهته إلاّ بالحوار الجادّ والمعمّق في المسائل الخلافية، والتضامن والمسؤولية الوطنية، التي هي الأسس الناجعة للوقوف بوجه كل ما يعصف بالوطن.
و توقف المجتمعون عند الوضع الأمني معربين عن تأييدهم للتدابير التي تتخذها الدولة في سبيل المحافظة على أمن المواطن، و يدعونها الى المزيد من هذه التدابير. ورأوا ايضاً أن الملف الاجتماعي الناتج عن الأزمة الإقتصادية التي تنذر بأوخم العواقب، يجب أن يلقى الاهتمام اللازم، بعيداً عن التجاذبات السياسية والمصالح الضيقة، لتأمين العدالة الاجتماعية والحقوق الخاصة بالمواطنين، و لاسيما تحصين سلامة و أمن الغذاء.
وفي الختام أعرب المجتمعون عن متابعة العمل لأجل عقد قمة روحية مسيحية إسلامية على مستوى العالم العربي، هدفها تعزيز العيش المشترك الإسلامي- المسيحي، و استلهام تعاليم الديانتين وقيمهما، وخبرات التاريخ المشترك.
–