روما ، الأربعاء 15 فبراير 2012 (ZENIT.org). – إعتبر رئيس مجلس أساقفة إيطاليا أنّ «لا يولد أحد مسيحيًا بل يختار المسيحية» خلال المؤتمر الدولي «يسوع معاصرنا» الذي انعقد قي روما من 9 إلى 11 فبراير بمبادرة من اللجنة للمشروع الثقافي لمجلس أساقفة إيطاليا.
أوضح الكاردينال بانياسكو أنّ الايمان ليس “مكتسبًا” وإنّما هو “لقاء” مع يسوع يجب تحفيزه ودعمه كما وذكّر بالحاجة الملحّة إلى موجة جديدة من التبشير “لتسهيل” نقله.
وأشار رئيس أساقفة جنوى إلى أنّ أوروبا تعاني من “إنخفاض في الحماس” مما يجعل المسيحية شيء “مكتسب وبدون جدوى” بعكس أفريقيا وآسيا وأميركا حيث تظهر بوضوح المسيحية المعاصرة وحيث الكنائس الجديدة “تتزايد بسرعة” .
وقال إنّه “يُنظر إلى الحديث عن يسوع في أوروباعلى أنّه تردّد غريب: ونوع من الضجر والشكّ المعدي”.
ولكنّ «لا يولد أحد مسيحيًا بل يختار المسيحية» ولكي يصبح الإنسان “مسيحيّا حقيقيًا” يجب أن يلتقي بيسوع عبر بشارة الانجيل.
إذ إنّ الانجيل ليس “نظام إيمان وتعاليم أخلاقية وبالتأكيد ليس برنامجًا سياسيًا بل هو إنسان: هو يسوع، هو الكلمة النهائية لله الذي خلق الانسان”
وما يقترحه التوجه الجديد الرعوي الايطالي هو التكلّم عن الله وتعليم الايمان بحيث يتمّ اللقاء اليوم مع يسوع ويتمّ وضعه في محور الوجود.
وفي هذا الصدد، استشهد الكاردينال بانياسكو بـ الممارسة المسيحية للفيلسوف سورين كيركيغارد مشددًا على معاصرة يسوع كشرط للايمان أو تعريف للايمان.
وقال نقلاً عن الفيلسوف وإنّ قد مضت قرون منذ أن عاش يسوع على الارض إلا أن هذه الحقائق لن تمحى من التاريخ ولن تُنسى.
فإنّ ما دام الايمان موجود على الارض، لن يقتصر وجود يسوع على كونه حدث من الماضي أمّا إذا اختفى الايمان فحياة يسوع على الارض مجرّد حدث تاريخيّ.
ويجب التذكير أنّ بمواجهة تشويه صورة يسوع وذلك بسبب بعض التيارات الروحية اللاأدرية التي أخفضت دور المسيح إلى “المعلّم الداخلي” والى “أسطورة” و”مصدر راحة” بغية تهدئة الازمات الوجودية، يبقى “يسوع هو المخلّص وسيبقى كذلك في كلّ التاريخ”. ولذلك إنّ دور الكنيسة ضروري “فلا مسيح من دون كنيسة”.
ففصل المسيح عن كنيسته يقود إلى تزييفهما. فالمسيح من دون الكنيسة هو حقيقة تُشوّه بسرعة وفق الذوق الشخصي. وبالعكس تُعتبر كنيسة من دون المسيح بنية إنسانيّة بحتة وإذًا مصدر سلطة.
وتأسّف رئيس مجلس أساقفة إيطاليا عبر قراءة سياسية على “إختزال وسائل الاعلام” التي “تلتقط بعض الجوانب الغامضة للكنيسة واستعدادها للتوافق مع يسوع”.
كما وشدّد على أنّ “التحوّل إلى المسيح يجب أن يقترن بإندراج عميق بالكنيسة”. ويتمنّى على الكنيسة أن تبذل هذا الجهد من التحوّل كلّ يوم لأنها قد تكون “متضرّرة من واقع الخطيئة” بمعنى أنّها تستقبل في داخلها “القديسين والخطأة” على حدّ سواء.
–