مدريد، الأربعاء 22 فبراير 2012 (ZENIT.org). – صدرت في إسبانيا دراسة واضحة وملموسة عنوانها “فرح استقبال فرد جديد، عائلات آخذة في النمو”، وهي تعالج موضوع المسار الذي يسلكه المجتمع حين تخلو العائلات من الأطفال.
ومن بين المطبوعات الجديدة، تبرز هذه الدراسة التي تتمحور حول الأسرة وعواقب تطوّرها الحالي. إنّها مقالة قصيرة تحثّنا على التفكير كتبتها سيلفيا مارتينيز ماركوس، وعمل سلس تسهل قراءته ويحمل في طياته مجموعة من الحجج والأفكار المفيدة لجميع الذين يرغبون بأن يعرفوا كيف أنّه حين “تصبح الأسرة في خطر، يصبح الفرد في خطر”. سيلفيا مارتينيز التي تدعم بشكل واضح هذه المؤسسة تصرّ على أنّ حين تكون المؤسسة الأسرية فاعلة، نجد التضامن بين الأفراد والحوافز على التفكير في المستقبل.
قد يبدو بحكم المؤكّد أن تبقى المؤسسة التي صمدت على مر العصور على عهدها. ولكنّ هذه المقالة تُظهر بشكل جلي كيف أنّ العائلة باتت اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى. وتزعم مارتينيز في كتابها وجود مصالح إيدولوجية قوية جداً، كما تؤكّد أنّ هذه المصالح بالتحديد هي ما يهدّد وجود الأسرة. ويعالج الكتاب أيضاً المشكلة السكانية ببعدها العالمي، موضحاً آثار الجفاف الديمغرافي مشيراً إلى الفقدان الكبير للتوازن في البلدان بسبب انخفاض نسبة المولودات، ممّا يهدّد نظام التقاعد والرعاية الاجتماعية بسبب النقص العددي في اليد العاملة الشابة.
وبحسب الكاتبة، تؤدّي الأسرة دوراً تاريخياً لا بديل له؛ لذا يترتّب على اختفائها أو تدهورها عواقب وخيمة قادرة على زعزعة أسس أي مجتمع. فكما يقول شيستيرتون: “أولئك الذين يتحدّثون ضد الأسرة لا يدركون ما يفعلون لأنّهم لا يدركون ما الذي يعكسون فعله”. وتخصّص مارتينيز فصلاً كاملاً للأسر الكبيرة مشيرة إلى أنّ إنجاب أطفال كثيرين أسهل بكثير من إنجاب طفل واحد في ظل التقلبات الكثيرة. فهي تعتبِر أنّ الأسرة الكبيرة تتحول إلى المدرسة الفضلى التي تعلّم الأطفال كيف يعيشون، إذ إنّ الطفل الذي يكبر ضمن أسرة كبيرة “يكون فرداً أفضل ويعرف كيف يحب الآخرين”.
وفي المقدمة، تقول سارة بيريز توميه: “يجب أن نضع الأسر في أعلى سلّم قيمنا في الحياة، في قمة التكامل بين الجنسين، وطبعاً في قمة رغبتنا في أن نكون أفراداً أحراراً في الوقت الذي تسلّلت فيه المخاوف والوعود الواهية إلى قلب الأسر محاولةً أن تدمّر تدريجياً ما بنيناه معاً منذ بدء البشرية”.
* * *
نقلته من الفرنسية إلى العربية كريستل روحانا – وكالة زينيت العالمية