–
فلنعترف بحقيقتنا
نفتخرُ كثيراً بما ليس لدينا من الشجاعة، والقوة، والجرأة..لا بل إننا لا نتوقف عن إطراءِ ذواتنا بما لا نملكهُ من الكرامة، والحكمة، وحتى الإيمان…نحنُ نَدَّعي فقط!!!ونتظاهر بغيرِ حقيقتِنا،وقد نخدع ذواتنا والآخرين،ونتغاضى النظر الى الحقيقة، لنعيش زيفنا الذي نعتبرهُ واقعاً…وحين تأتي اللحظة الحاسمة، تلك اللحظة التي لا مفرَ لنا فيها من اتخاذ القرارات، وتحديد الهدف والمسار، وتحمل مسؤولية أختيارِنا… حينها فقط تتجلى الحقيقة كنورِ الشمسِ ساطعة،وينكشف واقِعنا المُتناقِض مع قِصَصِنا ورواياتِنا وكل المسرحيات التي ألَّفناها عن ذواتنا….في تلك اللحظة الحقيقة، نقفُ مرتجفينَ خوفاً،مُمتلئينَ بعدمِ الثقة القاتل،موشكين على الإختناق، فأنفاسُنا بالكادِ تدخلُ صدورنا..في تلك اللحظة بالذات، نحنُ نُدرِكُ أننا لا نملكُ ما نستندُ عليه،لا أساسَ يُثَّبِتُنا، ولا دعائِمَ تسنُدُنا، ولا حتى مُتَّكأٌ نحتمي في ظلِّهِ…ليس لدينا أيَّ معرفة، أو خبرة، أو حتى مبدأ…ليس لدينا رِفقة، أو صُحبه، ولا حتى ضيفٌ صامت…فكيفَ، وبماذا، ومع من نبني قراراتنا؟وفي أيِّ مسارٍ نسيرُ، وبِصُحبةِ من؟وما هي خطواتُ البداية في هذا المسار، وكيف نخطو أول الخُطى؟؟نحنُ لا نعلم!!!لا نعلمُ شيئاً البتّة…وإن كُنّا نعلمُ شيئاً، فهو شيءٌ مختلفٌ تماماً، ألا وهو (ضُعفنا)!!!جهلنا، وفقر ارواحنا،عجزَ قلوبِنا، وظلامُ نفوسِنا،إنعدامُ العزيمةِ لدينا، وبؤسنا،فشلُنا في المحبة، و كذلك في الرحمة…نحنُ يا أبانا بارعونَ في (عدم الاعتراف) بحقيقتِنا..وبارعون ايضاً في (عدم القبول) بحقيقة الاخر!!!عدم احترامه، وفهمهِ، وقبولهِ، ومنحهِ فرصاً حقيقية…بارعونَ في تدمير هذا الاخر، وتدمير انسانيتنا معه…بارعون في هدم الجمال الذي فيه، والحب الذي يملأ قلبه، وبالمقابل نحنُ نهدم وجودنا في أعماقه…لذلكَ عندما تأتي لحظة الحقيقة،لحظة الحسم والقرار، نحنُ لا نمتلك جرأة إتخاذ هذا القرار لأننا نعلم يقيناً أننا ( فاشلونَ) لا محالة طالما لا خيرَ في اعماقِنا حقاً،ولا حب، ولا رحمة،….لذلك نحن نسألك كل ذلك، واكثر، يا أبانا الجميل، المتحنن، المتعطف..نحنُ نسألك ان تقودنا بالحكمة وقوة الايمانِ والنعمة في كل ايام حياتنا.