أي إله يعيش في مخيلتك؟ تعليق على قراءات القداس بحسب الطقس اللاتيني

يجب أن نفحص مخيلتنا لنرى أي صورة عن الله تعيش هناك. المخيلة ليست ملكة الخيال والفانتازيا. المخيلة – بحسب الطوباوي جون هنري نيومان – هي تلك الملكة (الحاسة) التي نعيش فيها علاقتنا مع الواقع. ففي المخيلة تتكون الصور التي من خلالها نعيش علاقتنا بالواقع المحيط بنا. ففي مخيلتي تنطبع صورة الأشخاص الذين ألتقي بهم، وانطلاقًا من هذه الصورة أتعامل معهم، أشعر نحوهم، إلخ.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الأمر ينطبق على علاقتي بالله. مشاعري نحو الله ومواقفي تجاهه تتأثر كثيرًا بالصورة التي تكونت في داخلي بشأنه.

انطلاقًا من قراءات اليوم، يمكننا أن نصرح أن هناك أمر مهم يميز بين من يسبح الله ويتهلل به (القراءة الأولى) ومن يخاف وبسبب الخوف يبقى بلا ثمر (الإنجيل). هذا الأمر هو صورة الله الكامنة في المخيلة.

لقد جاء يسوع لكي يبدل هذه الصورة الأخيرة المشوهة. فمن يرى في وجه الله صورة الإرهابي والرجل القاسي، الذي يأخُذُ ما لم يستَودِعْ ويحصُدُ ما لم يزرَع، جاء يسوع ليُظهر له وجه الآب الذي هكذا أحب العالم حتى أنه وهب ابنه الوحيد، صورة الله الحقة.

“كل نسمة فلتسبح الرب”، هذا الإله الذي أحبنا أكثر مما يمكننا أن نتخيل.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير