بندكتس السادس عشر: عائلة الناصرة المقدسة، مثال للعائلات المسيحية

الفاتيكان، 1 يناير 2007 (zenit.org). – أطل البابا بندكتس السادس عشر، ظهر يوم الاحد، من نافذة مكتبه الخاص، المطلة على ساحة القديس بطرس الفاتيكانية، ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع آلاف المؤمنين الذين توافدوا الى الفاتيكان للصلاة مع الأب الأقدس. ننشر في ما يلي النص الكامل لما قاله البابا قبيل صلاة التبشير الملائكي، يوم عيد عائلة الناصرة المقدسة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

 

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء! نحتفل في هذا الأحد الأخير من العام بعيد عائلة الناصرة المقدسة. أتوجه بتحية الى كل العائلات في العالم، متمنياً لها السلام والمحبة الذين وهبنا إياهما يسوع، الذي حل بيننا في الميلاد. لا يتحدث الإنجيل عن العائلة، ولكن الحدث بحد ذاته أهم من الكلمات: شاء الله ان يولد وينمو في عائلة بشرية.  وهكذا كرسها وجعل منها الطريق الأولى للقائه مع الانسانية. خلال حياته في الناصرة، كرّم يسوع العذراء مريم ويوسف الصدّيق، وكان طائعاً لهما طيلة فترة طفولته ومراهقته (أنظر لو2، 51-52)، مسلّطاً هكذا الاضواء على أهمية العائلة في التنشئة. من خلال مريم ويوسف، أصبح يسوع عضواً في الجماعة الدينية، حيث بدأ يتردد الى هيكل الناصرة. معهما تعلم الحج الى أورشليم، كما يروي المقطع الانجيلي الذي تضعه الليتورجية أمامنا في هذه المناسبة. وعندما بلغ الثانية عشرة من العمر، بقي في الهيكل، وبحث عنه والداه ثلاثة أيام قبل أن يجداه. أراد من خلال هذا العمل أن يُفهِمهما بأن “عليه أن يهتم بأمور أبيه”، أي بالرسالة التي أوكلها اليه الله (أنظر لو 2، 41-52).   يُظهِر هذا الانجيل دعوة العائلة الحقيقية والعميقة: أي مرافقة كل فرد فيها في مسيرة اكتشاف الله وتصميمه. مريم ويوسف علّما يسوع من خلال مثلهما: ففي والديه، تعرّف يسوع على جمال الايمان والمحبة لله ولشريعته، ومتطلبات العدل الذي يكتمل في المحبة (أنظر روما 13، 10). منهما تعلّم بأنه يجب، في الدرجة الأولى، العمل بمشيئة الله، وبأن الرباط الروحي يتفوّق على الرباط الدموي. عائلة الناصرة المقدسة هي حقاً “المثال” لكل عائلة مسيحية – التي، باتحادها في سر الزواج وتغذيتها من كلمة الله والافخارستيا – مدعوة لتكون خلية حيّة، ليس فقط وسط المجتمع، وإنما وسط الكنيسة ايضاً، كعلامة وأداة لاتحاد الجنس البشري بأسره.  لنطلب الآن معاً حماية مريم الكلية القداسة والقديس يوسف لجميع العائلات، وبنوع خاص للتي منها تواجه الصعوبات. فليساعداها على الصمود أمام محاولات الثقافة المعاصرة التي ترمي الى زعزعة ركائز مؤسسة العائلة. ولتكن العائلات المسيحية، في كل أنحاء العالم، صورة حيّة لمحبة الله.   

ترجمة وكالة زينيت العالمية (zenit.org)

حقوق الطبع 2006- مكتبة النشر الفاتيكانية

 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير