البابا فرنسيس يحدثنا عن طفولته

مقابلة من القلب إلى القلب مع البابا فرنسيس (١)

Share this Entry

أجرى بابلو ألفو مُراسل صحيفة كلارين في روما مقابلة من القلب إلى القلب مع البابا فرنسيس وقد نشرتها مجلّة “فيفا” الأرجنتينيّة يوم ٢٧ تموز ٢٠١٤.

نقدّم إليكم في ما يلي الجزء الأوّل من المقابلة على أن ننشرَ التتمّة لاحقًا:

أخبرتُ البابا فرنسيس أنّ إبزيم الحزام هذا يعود إلى جندي كان يُحاربُ في مالفيناس وقد التقيته في خندق حين سافرت إلى هذه الجزر منذ ١٥ عامًا وأنا أحتفظ بهذا الإبزيم منذ ذلك الحين..

الشيء الوحيد الذي تغيّر في البابا فرنسيس هو وجهه. ضحكنا معًا حين تذكّرنا شغفنا المشترك وهو فريق سان لورنزو لكرة القدم.

قرّب البابا فرنسيس إبزيم الحزام  من شفتيه ليقبّله كمن يقبّل الصليب وقال “شكرًا على هذه الهديّة. شكرًا جزيلًا”. وهو يعلم أنّ جراح العام ١٩٨٢ لا تزال مفتوحة وأنّ دعواته إلى الحوار التي أثنت عليها الملكة إيليزابيت وشربت نخبها وأيّدتها المحافل الدوليّة، لم تفضِ إلى أي نتيجة.

إنّ مقابلتي البابا فرنسيس في بيت القدّيسة مارثا لخبرة جدّ مؤثّرة. لقد احتفظ البابا فرنسيس بهديّتي (إبزيم الحزام) ووضعها في كيسٍ لأنّها صغيرة وستبقى معه ذكرى في المستقبل.

لقد مرّت سنتان على غياب البابا فرنسيس عن الأرجنتين ولكنّه سيعود عام ٢٠١٦ لمناسبة ذكرى المئتي سنة على استقلال هذه البلاد.

أمّا أنا فكنت أمام البابا فرنسيس..الرجل الذي يترأّس العالم المسيحي ولست متسلّحًا سوى بقلم ومفكّرة كتبتُ فيها مقاطع على عجلة وبخط غير مفهوم لأنّني لم أستطع النظر بعيدً عن هذا الرجل الذي كان يحدّثني وينظرُ في عينيّ.

لم أجلب له سوى رسالة واحدة كتبتها له المربّية التي تعتني بأولادي ومنزلي منذ ١٣ عامًا وذكّرته بكلمات الودّ التي وجّهها إلى المربيّات اللاواتي يُقدّرهنّ.

فقال البابا “نعم..كان هذا منذ حوالي الشهر” وبخطوة مفاجئة قامَ الحبر الأعظم بفكّ ثلاثة أزرار من ثوبه على مقربة من صدره فأدخل يده وراح يبحث عن شيء ما.

ها هي، لقد أخرج أيقونة القلب المقدّس التي يرتديها وعلّق البابا قائلًا “إنّها أيقونة تخصّ سيّدة كانت تُعاون أمّي في غسل الثياب على يديهما ففي حينها لم تكن غسّالات قد اختُرعت بعد.

كنّا خمسة أطفال في البيت مع أمّي فكانت هذه السيّدة تأتي ثلاث مرّات في الأسبوع وتُساعدها. كانت من صقليا وهاجرت إلى الأرجنتين أرملة مع ولديْها بعدَ أن توفّي زوجها في الحرب. أتت إلى الأرجنتين من دون أي مال ولكنّها عملت وابتاعت منزلًا.

وكنتُ أبلغ العشرة من عمري حين انتقل والديّ إلى منزل آخر وتوقّفتُ حينها عن رؤيتها. وكان مرّت أيّام عديدة حين عادت لترانا في عيد القدّيس ميخائيل وكنت قد ارتسمت حينها كاهنًا. ولم أرَها بعد ذلك إلّا أنّي كنت أطلب نعمة لقائها من جديد لأنّها لم تقم فقط بمساعدة والدتي في غسل الملابس بل علّمتنا كثيرًا وحدّثتنا عن الحرب وعن الزراعة في صقليا. كانت سيّدة مفعمة بالحيويّة تحافظُ على مالها وتتّسم بصفات عديدة. كانت تُحدّثني بلهجة إيطاليّة وقشتاليّة. وقد وجدتها أخيرًا كانت قد أصبحت في الثمانين من عمرها ورافقتها ١٠ سنوات حتّى وفاتها. ولكن قبل أن تنتقلَ إلى السماء ببضعة أيّام، أعطتني هذه الأيقونة وطلبت منّي أن أرتديها. وفي كلّ مرّة أضعُ هذه الأيقونة صباحًا وأنزعُها مساءً، أقبّلها وأستذكرُ وجهَ هذه السيّدة. كانت تُدعى ماريا، لم تكن سيّدة مشهورة لكنّها ماتت سعيدة مبتسمةً بكرامتها. ولهذا إنّي أقدّر كثيرًا النساء اللواتي يُساعدن في أعمال المنزل ويجب أن يحصلن على كامل حقوقهنّ الاجتماعيّة. فهنّ يعملن كأيّ موظّف آخر ولا يجب أبدًا استغلالهنّ أو سوء معاملتهنّ. وهذا ما قلتُه لهنّ منذ حوالي الشهر لم أكن قد حضّرت هذه الكلمات لصلاة التبشير الملائكي ولكنّي قلتُها بعفويّة من قلبي.

***
نقلته من الإسبانيّة بياتريس طعمةـ وكالة زينيت العالميّة

Share this Entry

Redacción zenit

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير